المعطاء عـضـو متألــق
عدد الرسائل : 522 المدينة : تطوان تاريخ التسجيل : 08/03/2009
| موضوع: هناك ... من كان معك ؟ خيارات السبت 14 مارس - 13:53 | |
| هلا رجعت بفكرك إلى الوراء حيث بداياتك الأولى في الطريق إلى الحياة ؟
هلا تصورت الرحلة الطويلة الشاقة التي قطعتها وأنت كائن صغير لا ترى بالعين ؟
هلا تصورت نفسك عندما كنت مجرد حيمن ثم تحولت إلى نطفة؟
وهل تصورت الأخطار التي واجهتك قبل أن تنتقل من ظهر أبيك إلى رحم أمك ؟
أتعرف إنك كنت واحدا من أربعمائة مليون نطفة قذف بها إلى داخل الرحم فبقيت أنت وذهب الـ ( 399 ) مليون و (999) ألف و (999) من رفاقك الباقين إلى حيث الفناء ؟
أفلم يكن ممكنا أن تكون أنت واحدا من أولئك الذين انتهى بهم الأمر للفناء ؟
ثم هل فكرت بمراحل الحياة الصعبة التي قطعتها وأنت تنتقل من حالة إلى أخرى, أي من النطفة إلى العلقة, ومن العلقة إلى المضغة, ومنها إلى جنين مقوس الظهر في الرحم ؟
هل تدري كيف بدأت أعضاء جسمك تتكون الواحدة تلو الأخرى دون أن تشعر ماذا يحدث فيك, أو يعرف الآخرون بذلك, حتى أمك التي حملتك لم تعرف بوجودك إلا بعد حين, وكنت في ظلمات ثلاث, بعيدا عن الأخطار وبعيد المنال عن أيدي البشر, ومع ذلك كان الطعام يأتيك رغدا وينمو جسمك مرحلة إثر مرحلة, قبل أن ينفخ الله فيك الروح, ويؤذن بك للانتقال من عالم الأرحام إلى عالم الحياة ؟
هل تأملت هذا الخلق العجيب, والصنع الفريد الذي هو أنت؟
وهل دققت النظر في الخلية كيف تنقسم على نفسها, ليصبح كل جزء منها خليه كاملة, وكل خلية جديدة تؤدي عملا يختلف عن باقي الخلايا في الوقت الذي يكمل عملها ؟
هلا تصورت يوما كيف تمت ولادتك عندما كان عليك أن تقطع النفق الصغير جدا والخطير جدا من تجويف الرحم الضيق, إلى فسحة الدنيا الواسعة, بينما الأخطار تحيط بك من كل جانب ؟
أتدري كم من المواليد مثلك يهلكون يوميا وهم يقطعون عدة سنتيمترات في هذا النفق ؟ وكم منهم يشوهون, أو يعاقون بسبب الأخطار التي تواجههم في لحظات الولادة ؟
أما أنت فقد تجاوزت كل تلك الأخطار !
يا ترى, من كان معك هناك يدفع عنك المخاطر ؟
ثم من علمك كيف تمتص الحليب ؟
ومن الذي أوجد هذا الحليب في ثدي أمك ؟
ومن الذي صنع خلايا جسمك الداخلية ؟
ومن أجرى الدم في عروقك ؟
ومن الذي حرك لأول مرة عضلة قلبك ؟
ومن جعل التوتر في أعصابك ؟
ومن أخذ بيدك للطريق ؟
ومن كان يهديك إلى سواء السبيل ؟
ثم من كان يحفظك وأنت بعد طفل صغير لا تعي ولا تفهم, وتسوقك الغريزة بعيدا عن السلامة, فيا ترى من كان معك يدفع عنك البلايا ويرشدك إلى الطريق ؟
من غير الله تعالى وملائكته الموكلين بك كان معك هنالك, فهل من المعقول أن تظن بأن الذي خلقك, وفطرك , وسواك فعل ذلك عبثا ؟
يقول الحديث الشريف : " رحم الله من عرف من أين ؟ وفي أين ؟ وإلى أين ؟ " إنها مسيرة واحدة تبتدئ من الموت وتنتهي بالموت, يقول ربنا عز وجل : " هل أتى على الإنسان حيث من الدهر لم يكن شيئا مذكورا "
إنك الآن في منتصف الطريق, قطعت أشواطا كثيرة, وبقيت عليك أشواط أخرى ينبغي عليك قطعها, وهي محفوفة بمخاطر ليست أقل مما واجهتك في الماضي, لكن الفرق بينهما هو أنك في الوقت الحاضر مختار في عملك وتعي ما يجري حولك, وأن ما تواجهه من أخطار هي من صنع يدك, وأمر مستقبلك - إن خيرا وإن شرا - بيدك
واعلم إنه مهما طال عمرك فإنك ستموت, وتفارق أحباءك وأصحابك ؟ وعندما تحين ساعة موتك في اللحظة المحددة لك سلفا فسوف تنتقل مجبرا من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة, فتموت هنا لتولد هناك. كما ( مت ) في رحم أمك , وولدت في دنياك
إنك في منتصف طريق يمتد من ألوف السنين, ويستمر إلى الأبد, أي من عالم ( الذر ) حيث خلق الله الأرواح قبل الأبدان بألفي عام, إلى البرزخ والقيامة. وأنت, بعد, صائر إما إلى جنة لا شقاء فيها, أو إلى نار لا سعادة فيها, والذي خلقك وأنشأك قد أرسل لك رسله وأنزل معهم كتبه, ليهدوك السبل ويرشدوك لما فيه خيرك وصلاحك, والخيار متروك لك في انتخاب مصيرك
فأنت تموت ثم تعود إلى الحياة, وربك كان معك يحميك من الاخطار بعد أن خلقك, هو نفسه الذي يعيدك ويحاسبك
يقول الدكتور: ا.ج. كرونين: " كنت ملحدا عندما كنت أدرس الطب في جامعة لندن, وعندما كنت أقف أمام جسم إنساني في غرفة التشريح أحس بأنني أمام جهاز شديد التعقيد, منظم جدا, ومدهش إلى درجة يثير الذهول لدقته المتناهية, وفي الوقت نفسه أخذت أفكر في امر الله, وكانت إبتسامة الاستخفاف والسخرية ترتسم على وجهي, وكنت أرى في ذلك كله اسطورة قديمة بالية. وكان يشاركني في هذا الشعور أكثر طلاب الجامعة "
" وبقيت هكذا إلى أن أصبحت طبيبا وسافرت إلى منطقة المناجم بجنوب ( ويلز ) وصرت أجدني أنفذ في مملكة الروح الإنسانية. لقد شاهدت معجزة ميلاد إنسان, وجلست إلى الموتى واستمعت في الظلام وسمعت رفرفة أجنحة الموت, فتخلى عني الغرور, فصرت أؤمن بالله "
" ورأيت العمال كلهم يؤمنون بالله, ولا يمضي أسبوع واحد دون أن يقع هناك ما يؤيد إيمانهم بالله وتوكلهم عليه "
" ولن أنسَ ذلك اليوم ما حييت, فقد حدث إنفجار مروع أدى إلى سقوط المنجم على 14 عاملا, وبقي هؤلاء العمال مدفونين تحت التراب خمسة أيام كاملة, وظلت القرية تصلي لله من أجلهم, وأخيرا إستطاع رجال الإسعاف أن يشقوا الطريق إلى المنكوبين واستمعوا إلى دعاء خافت ينبعث من الأنقاض: إنه صوت العمال, يترنمون بأنشودة " يا أرحم الراحمين ". أخرج العمال أحياء من تحت الانقاض, والتف حولهم ألوف العمال وهم يرددون: يا أرحم الراحمين "
ترى, من دفع تلك الأخطار عن هؤلاء غير الذي دفع الأخطار عنهم عندما كانوا في بطون أمهاتهم ؟
| |
|
عابر سبيل عـضـو فـعــال
عدد الرسائل : 68 المدينة : tetouan تاريخ التسجيل : 23/02/2009
| موضوع: رد: هناك ... من كان معك ؟ خيارات الثلاثاء 17 مارس - 13:14 | |
| بارك الله فيك اخي الفاضل على هذا الموضوع الجميل
خالص تحياتي لكم
| |
|
المعطاء عـضـو متألــق
عدد الرسائل : 522 المدينة : تطوان تاريخ التسجيل : 08/03/2009
| موضوع: رد: هناك ... من كان معك ؟ خيارات الأربعاء 18 مارس - 12:32 | |
| بارك الله فيك أخي على الرد القيم إن شاء الله سنأتيكم بالفوائد | |
|