أمير البحر admin
عدد الرسائل : 881 المدينة : تطوان تاريخ التسجيل : 21/08/2008
| موضوع: صورة الأم في ذاكرة الشعراء الأحد 8 مارس - 17:04 | |
|
| صورة الأم في ذاكرة الشعراء |
| محمد رجب السامرائي/ أبـو ظبـي |
أشتقت الأمومة من الأُمّ ، وأُمّ كل شيء: معظمه، ويقال لكل شيء اجتمع إليه شيء آخر فضمّه: هو أُمٌّ له: " فأُمُّه هاوية"، سورة القارعة/ 9. والأمومة:عاطفة رُكزت في الأُنثى السوية، تدفعها إلى مزيد من الرحمة والشَفقة. وأم كل شيء: أصله وما يجتمع إليه غيره، وبهذا المعنى ورد تعبير "أم الكتاب" في عدة سور قرآنية وهي: في سورة آل عمران/ 7، وفي سورة الرعد/13، ، وفي سورة الزخرف /4. وجاءت الأم في القرآن الكريم ، ونحوه نحو: "أم القرى" في سورتي الأنعام/ 92، وفي الشورى/7 ، وأم القرى: مكة قال سبحانه وتعالى: " وما كان ربك مُهلِك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً "، سورة القصص/59. لقد أوصى القرآن الكريم بالأم، لفضلها ومكانتها فقال عزّ وجل: " ووصّينا الإنسان بوالديه حَملته أمه وَهْناً على وهن، وفِصاله في عامين أنْ اشكر لي ولوالديك إليّ المصير. وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطعهما وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون"، سورة لقمان/14-15. وكررّ تعالى هذه الوصية فقال الحق: " ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً " الأحقاف/15. وفضل الأم على الأب له موجباته وهو الحمل والرضاع والرعاية. والإسلام قدّ س رابطة الأمومة، فجعلها ثابتة لا تتعرض للتبدلات والتغيرات، فحرم الزواج من الأمهات. كما بيّن أن رباط الزوجية لا يمكن أن يتحول إلى رباط أمومة أبداً، وشتان بينهما قال سبحانه: " وما جعل أزواجكم اللائي تُظاهرون منهن أمهاتكم"، سورة الأحزاب/ 4، كذلك قوله الحكيم: " الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هُنَّ أمهاتهم. إنْ أمهاتهم إلا اللائي ولَدْنهم "، سورة المجادلة/2. وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:" الجنة تحت أقدام الأمهات". كذلك فقد حظيت الأم بنصيب وافر في تراث الأمم والأقوام منذ فجر التاريخ وإلى اليوم، ونالت عند العرب حظوة ومكانة منذ بدء الرسالة النبوية حيث أعطيت للمرأة نصيبها من الحياة وجعلها حُرّة ونبذ عادة وأد البنات التي شاعت أيام الجاهلية الأولى. وتغنى الشعراء بالأم عبر العصور الأدبية، كيف لا وهي التي تلد الذكور والإناث، وتسهر على راحتهم، وتعتني بتربيتهم ليصبحوا رجالاً ونساءً في المجتمع. وردت الأم في اللغة بقول ابن منظور في لسان العرب، من أنّ: الأم والأمة بمعنى: الوالدة؛ وأنشد ابن بري: تقبلها من أمة ولطالـما *** تنوزع فـي الأسواق منها، خمارها
وقال سيبويه لإمك؛ وقال أيضاً: اضرب الساقـين إمك هابل
قال ابن بري: الأصل فـي الأمهات أن تكون للآدميـين، و أمات أن تكون لغير الآدميـين، قال: وربما جاء بعكس ذلك كما قال السفاح الـيربوعي فـي الأمهات لغير الآدميـين: قوال معروف وفعاله، *** عقار مثنى أمهات الرباع
قال: وقال ذو الرمة: سوى ما أصاب الذئب منه وسربة *** أطافت به من أمهات الـجوازل
فاستعمل الأمهات للقطا واستعملها الـيربوعي للنوق؛ وقال آخر فـي الأمهات للقردان: رمى أمهات القرد لذع من السفا، *** وأحصد من قربانه الزهر النضر
الأم في العصور الأدبية وقفنا في هذا البحث لاختيار الأبيات التي أشار فيها الشعراء العرب عبر العصور المختلفة إلى الأم من عصر قبل الإسلام وإلى العصر الحديث، وذلك من خلال قراءتنا لدواوين الشعر العربي الكبير، آملين أن نكون قد رسمنا صورة للأم الرؤوم الحانية التي تعطي أكثر مما تأخذ، حتى خلدها الشعراء في قوافيهم في ذاكرة الناس من خلال التوقف عند شعراء ما قبل الإسلام، وعند الشعراء المخضرمين، وفي العصر الأموي، والعصر العباسي، وفي شعر العصر الفاطمي، وفي المغرب وبلاد الأندلس، وكذلك في أشعار شعراء العصر الأيوبي، والعصر المملوكي، وعند شعراء العصر العثماني، وأخيراً ختام البحث بذكر نماذج من شعر شعراء العصر الحديث عن الأم.
شعراء قبل الإسلام أشار شعراء العرب قبل الإسلام إلى الأم في قصائدهم، متخذين صوراً عديدة من حياتها، ومنهم الطفيل الغنوي، وجليلة، وعروة بن الورد، فقال الغنوي: يقولون لمّا جمعوا العدوّ شملهم *** لك الأم منّا في المواطن والأبِ وقالت جليلة في الأم: تحملُ العينَ كما تحمل *** الأمُ أذى ما تفتلي
أما عروة بن الورد أمير الصعاليك، فقال عن الأم: فإنّي وإياكم كذي الأم أرهنت *** لهُ ماء عينها تفدي وتحمل
الشعراء المخضرمون ذكر الشعراء المخضرمون الأم في أبياتهم ومنهم العجّاج، وتميم بن أُبي وحسان بن ثابت الأنصاري، فقال العجّاج: خواديــــا أهونهـــنّ الأم بينما قال تميم بن أُبي عن الأم: وملجأ مهروئين يلفى به الحَيا *** إذا جفلت كُحل هو الأم والأبُ وقال شعر الرسل صلى الله عليه وسلّم حسان بن ثابت الأنصاري: جعلتم فخركم فيه لعبدٍ *** من الأم مضنْ يطأ عَفْرَ التُرابِ
----------------------- ونظرا لطول هذا الموضوع وأهميته قمت بتحميله على ملف الوورد ويمكنكم تحميله من هـنـــــــــا أو من هـنـــــــــا
--------------------------- إني بانتظار ردودكم وآرائكم
|
| |
|
الجوهرة عـضـو متألــق
عدد الرسائل : 284 المدينة : أرض الله واسعة تاريخ التسجيل : 06/02/2009
| |
المعطاء عـضـو متألــق
عدد الرسائل : 522 المدينة : تطوان تاريخ التسجيل : 08/03/2009
| |