وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَـارِنٌ |
عَتِيْـقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ تَـزْدَدِ
|
وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ |
مَخَـافَةَ مَلْـوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحْصَـدِ
|
وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا |
وَعَامَـتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْـدَدِ
|
عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِـي |
ألاَ لَيْتَنِـي أَفْـدِيْكَ مِنْهَا وأَفْتَـدِي
|
وجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وَخَالَـهُ |
مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَـدِ
|
إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي |
عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ
|
أَحَـلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَـتْ |
وَقَـدْ خَبَّ آلُ الأمْعَـزِ المُتَوَقِّــدِ
|
فَذَالَـتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِـسٍ |
تُـرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَـحْلٍ مُمَـدَّدِ
|
فَإن تَبغِنـي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقِنِـي |
وَإِنْ تَلْتَمِسْنِـي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَدِ
|
وَإِنْ يَلْتَـقِ الحَيُّ الجَمِيْـعُ تُلاَقِنِـي |
إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّـدِ
|
نَـدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُـومِ وَقَيْنَـةٌ |
تَرُوحُ عَلَينَـا بَيْـنَ بُرْدٍ وَمُجْسَـدِ
|
رَحِيْبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رَقِيْقَـةٌ |
بِجَـسِّ النُّـدامَى بَضَّةُ المُتَجَـرَّدِ
|
إِذَا نَحْـنُ قُلْنَا أَسْمِعِيْنَا انْبَرَتْ لَنَـا |
عَلَـى رِسْلِهَا مَطْرُوقَةً لَمْ تَشَـدَّدِ
|
إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا |
تَجَـاوُبَ أَظْـآرٍ عَلَى رُبَـعٍ رَدِ
|
وَمَـا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ وَلَذَّتِـي |
وبَيْعِـي وإِنْفَاقِي طَرِيْفِي ومُتْلَـدِي
|
إِلَـى أنْ تَحَامَتْنِي العَشِيْرَةُ كُلُّهَـا |
وأُفْـرِدْتُ إِفْـرَادَ البَعِيْـرِ المُعَبَّـدِ
|
رَأَيْـتُ بَنِـي غَبْرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِـي |
وَلاَ أَهْـلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ المُمَــدَّدِ
|
أَلاَ أَيُّها اللائِمي أَشهَـدُ الوَغَـى |
وَأَنْ أَنْهَل اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِـدِي
|
فـإنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْـعُ دَفْعَ مَنِيَّتِـي |
فَدَعْنِـي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَـدِي
|
وَلَـوْلاَ ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عَيْشَةِ الفَتَـى |
وَجَـدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُـوَّدِي
|
فَمِنْهُـنَّ سَبْقِـي العَاذِلاتِ بِشَرْبَـةٍ |
كُمَيْـتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالمَاءِ تُزْبِــدِ
|
وَكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّبــاً |
كَسِيـدِ الغَضَـا نَبَّهْتَـهُ المُتَـورِّدِ
|
وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ |
بِبَهْكَنَـةٍ تَحْـتَ الخِبَـاءِ المُعَمَّـدِ
|
كَـأَنَّ البُـرِيْنَ والدَّمَالِيْجَ عُلِّقَـتْ |
عَلَى عُشَـرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّـدِ
|
كَـرِيْمٌ يُرَوِّي نَفْسَـهُ فِي حَيَاتِـهِ |
سَتَعْلَـمُ إِنْ مُتْنَا غَداً أَيُّنَا الصَّـدِي
|
أَرَى قَبْـرَ نَحَّـامٍ بَخِيْـلٍ بِمَالِـهِ |
كَقَبْـرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَـةِ مُفْسِـدِ
|
تَـرَى جُثْوَنَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهِمَـا |
صَفَـائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّــدِ
|
أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِـي |
عَقِيْلَـةَ مَالِ الفَاحِـشِ المُتَشَـدِّدِ
|
أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَـةٍ |
وَمَا تَنْقُـصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَـدِ
|
لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَـى |
لَكَالطِّـوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَـدِ
|
فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّي مَالِكـاً |
مَتَـى أَدْنُ مِنْهُ يَنْـأَ عَنِّي ويَبْعُـدِ
|
يَلُـوْمُ وَمَا أَدْرِي عَلامَ يَلُوْمُنِـي |
كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ
|
وأَيْأَسَنِـي مِنْ كُـلِّ خَيْرٍ طَلَبْتُـهُ |
كَـأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَـدِ
|
عَلَى غَيْـرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِـي |
نَشَدْتُ فَلَمْ أَغْفِلْ حَمَوْلَةَ مَعْبَـدِ
|
وَقَـرَّبْتُ بِالقُرْبَـى وجَدِّكَ إِنَّنِـي |
مَتَـى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيْثـَةِ أَشْهَـدِ
|
وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَـا |
وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالجَهْدِ أَجْهَـدِ
|
وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ |
بِكَأسِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَـدُّدِ
|
بِلاَ حَـدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْـدَثٍ |
هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي
|
فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْرَأً هُوَ غَيْـرَهُ |
لَفَـرَّجَ كَرْبِي أَوْ لأَنْظَرَنِي غَـدِي
|
ولَكِـنَّ مَوْلايَ اِمْرُؤٌ هُوَ خَانِقِـي |
عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَـدِ
|
وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً |
عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ
|
فَذَرْنِي وخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِـرٌ |
وَلَـوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِياً عِنْدَ ضَرْغَـدِ
|
فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ |
وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ
|