أبو ساليم admin
عدد الرسائل : 156 العمر : 40 المدينة : تطوان تاريخ التسجيل : 31/08/2008
| موضوع: الموت الموت الموت الموت الإثنين 28 مارس - 17:04 | |
|
قال الشاعر
حتى ســليمان ما تم الخلود له والريح تخدمه والبدو والحضر
دانت له الأرض والأجناد تحرسه فزاره الموت لا عين ولا أثر
****************
وقال آخر:
أبداً تصرُّ على الذنوب ولا تعـي وتكثر العصيان منك وتدَّعي
أبـداً ولا تـبكي كأنـك خالدٌ وأراك بين مـودِّعٍ ومشـيِّعِ
******************
وقال أبو العتاهية:
لِدوا للموت وابنوا للـخـراب فكلكم يصير إلـى تـبـاب
لمن نبني ونحن إلـى تـرابٍ نصير كما خلقنا للـتـراب
ألا يا موت لم تقـبـل فـداءً أتيت فما تحيف ولا تحابـي
كأنك قد هجمت على مشيبي كما هجم المشيب على شبابي
******************
وقال آخر:
فكم من صحيحٍ بات للموت آمنـاً أتته المنايا بغتةً بعد ما هـجـع
فلم يستطع إذ جاءه الموت بغـتةً فراراً ولا منه بحيلةٍ امـتـنـع
ولا يترك الموت الغنى لمـالـه ولا معدماً في المال ذا حاجةٍ يدع
******************
وقال آخر:
هو الموت مـا مـنـه ملاذ ومهرب مـتى حط ذا عن نـعـشه ذاك يركب
نـؤمل آمـالاً ونـرجوا نـتـاجها وعـل الـردى مما نـرجـيه أقـرب
ونبني القصور المشمخرات في الهوا وفـي علمـنا أنـا نمــوت وتخرب
******************
وقال أبو العتاهية:
لا تَأْمَنِ الموتَ في طَرْف وفي نَفَس ولو تَمَنَعْتَ بالحُجَّابِ والـحَـرَسِ
فما تزالُ سِهَامُ الـمـوتِ نـافـذةً في جَنبِ مُدَّرعٍ منّـا ومُـتَّـرسِ
ما بالُ دينكَ تَرْضَى أن تُـدَنِّـسَـهُ وثوبُك الدهر مَغسولٌ من الدَّنَـسِ
ترجو النَجاةَ ولم تَسْلُكْ مسَالِـكَـهـا إن السفينةَ لا تجرِي علـى يَبَـس
******************
وقال آخر:
الموت لاشك آتٍ فاستعد له إن اللبيب بذكر الموت مشغول
فكيف يلهو بعيشٍ أو يلذ به من التراب عليه عينيه مجعول
******************
و أنشدوا :
أذكر الموت و لا أرهبه إن قلبي لغليظ كالحجر
أطلب الدنيا كأني خـالدٌ وورائي الموت يقفو بالأثر
وكفى بالموت فاعلم واعظاً لمن المـوت عليه قد قدر
والمنايا حوله ترصده ليس ينجي المرء منهن المفر
******************
و قال آخر:
بينا الفتى مرح الخطى
فرح بما يسعى له
إذ قيل : قد مرض الفتى
إذ قيل : بات بليلة ما نامها
إذ قيل : أصبح مثخناً ما يرتجى
إذ قيل : أصبح شاخصاً وموجها ومعللاً
إذ قيل : أصبح قد قضى
******************
وقال آخر:
يا مغرماً بوصال عيشٍ ناعم ستصد عنه طائعاً أو كارها
إن المنية تزعج الأحرار عن أوطانهم والطير عن أوكارها
******************
وقال آخر:
تيَّقظ للذي لا بد منـه فإن الموت ميقات العبــاد
يسرُّك أن تكون رفيق قوم لهم زادٌ وأنت بغير زاد
******************
وقال آخر:
ولدتك إذ ولدتك أمك باكيـاً والقوم حولك يضحكون سروراً
فاعمل ليوم أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسروراً
******************
وقال آخر:
يا ابن آدم لا تغررك عافية عليك شاملة فالعمر معدود
ما أنت إلا كزرع عند خضرته بكل شيء من الأوقات مقصود
فإن سلمت من الآفات أجمعها فأنت عند كمال الأمر محصود
******************
وقال آخر:
أرى المرء يبكي للذي مات قبله وموت الذي يبكي عليه قريب
وما الموت إلا في كتـابٍ مؤجل إلى سـاعةٍ يُدعى لها فيُجيب
******************
وقال آخر:
الليل مهما طال فلا بُد من طلوع الفجر
والعمر مهما طال فلا بد من دخول القبر
******************
وقال آخر:
الموت باب وكل الناس داخله يا ليت شعري بعد الموت ما الدار
الدار دار نعيم إن عملت بما بما يرضي الإله وإن فرطت فالنار
******************
وقال آخر:
إذا الرجال ولدت أولادها وبليت من كبر أجسـادها
وأصبحت أمراضها تعتادها تلك زروع قد دنا حصــادها
******************
وقال آخر:
أين المفر من القضا ء مشرقًا ومغربا
انظر ترى لك مذهبًا أو ملجأً أو مهربا
سلّم لأمر الله وارض به وكن مترقبا
فلقد نعاك الشيب يوم رأيت رأسك أشيبا
******************
وكان عمر بن الخطاب يتمثل:
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الإله ويودي المال والولد
لم تغن عن هرمزٍ يوماً خزائنه والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
ولا سليمان إذ تجري الرياح له والإنس والجن فيما بينها تـرد
أين الملوك التي كانت لعزتهـا من كل أوبٍ إليها وافـد يفـد
حوض هنالك مورود بلا كذبٍ لابد من ورده يوماً كما وردوا
******************
وقال آخر:
لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شانُ
******************
وقال آخر:
إذا تم أمر بدا نقصه ترقب زوالاً إذا قيل تم
******************
وقال آخر:
وبينما المرءُ أمسى ناعماً جذلاً في أهله معجباً بالعيش ذا أنَقِ
غِرّاً ، أتيح له من حَينِهِ عَرَضِ فَمَا تَلبّثَ حتى مات كالصَّعِقِ
ثمتَ أضحى ضحى من غِبَّ ثالثة مُقنّعاً غير ذي روحٍ ولا رَمَقِ
يُبكي عليه و أَدنوهُ لمُظلِمَةٍ تعلى جوانبها بالترب والفِلَقِ
فما تـَـزَوَّدَ مما كان يَجمعُهُ إلا حَنوطاً وما واراهُ مِن خِرَقِ
و غيرُ نفحَةِ أعوادٍ تشَبُّ له وقلَّ ذلك من زادٍ لمُنطِلقِ
******************
وقال آخر:
وكأن بالداعِ قد يبكي عليــه قربوهُ
و كأن القوم قد قاموا فقـالوا : أدركوهُ
سـائلوه ، كلمـوهُ حرّكوه ، لقـنوهُ
حرِّفــوه ، وجِّهوهُ مدِّدوه ، غمضـوهُ
عجَّلــوه لرحيلٍ عجّلـوا لا تحبسوهُ
ارفعوه ، غسلوهُ كـفـِّنوه ، حنّطوهُ
فإذا ما لُفَّ في الأكفـ ـان قالوا : فاحملوهُ
أخرجوه فوق أعـ ـواد المنايا شيّعوهُ
فإذا صلوا عليه قيـ ـل : هاتوا واقبروهُ
فإذا ما اسـتودعوه الأرض رهناً تركوهُ
خلفوه تحت رمسٍ أو قروهُ ، أثقلوهُ
أَبعدوهُ ، أَسحَقوه أوحَدوه ، افردوهُ
ودّعوه ، فارقوه اسلَموه ، خلـَّفوه
وانثنوا عنه وخلّـ ـوه كأن لم يعرفوهُ
******************
وقال آخر:
أين الذي الهرمان من بنيانه ما قومه ما يومه ما المصرع
تتخلف الآثار عن سـكانها حينا ويدركها الفناء فتصرع
******************
وقال آخر:
للموت فينا سهام وهي صائبة من فاته اليوم سهم لم يفته غدا
******************
وقال آخر:
فلا تـنس يوماً تسجَّى على سريرك فوق رقاب النـَفـَر
******************
وقال أبو البقاء الرندي:
أترجو البقاء وهـذا مـحـال ولله عـز وجـل الـبـقـاء
فلو كان للفضل يبقـى كـريم لما مات من خلقه الأنـبـياء
تموت النفوس وتبقى الشخوص وعند الحساب يكون الجـزاء
******************
وقال لبيد:
المـرء يأمـل أن يعـيـ ـش وطول عيشٍ قد يضره
تفني بشاشـتـه ويبـقـى بعد حلو الـعـيش مـره
وتخـونـه الأيام حـتـى لا يرى شـيئاً يســـره
******************
وقال آخر:
كأنك بالمضي إلى سبيلك وقد جد المجهز في رحيلك
وجيء بغاسل فاستعجلوه بقولهم له أفرغ من غسيلك
ولم تحمل سوى كفن وقطن إليـهم من كثيرك أو قليلك
وقد مد الرجال إليك نعشاً فأنت عليه ممدود بطـولك
وَصَلوا ثم إنهم تداعــوا لحملك في بكورك أو أصيلك
ولما أسلموك نزلت قبرك ومن لك بالسلامة في نزولك
أعانك يوم تدخله رحيم روؤف بالعباد على دخولك
فسوف تجاور الموتى طويلاً فدعني من قصيرك أو طويلك
أخي إني نصحتك فاستمع لي وبالله اســتعنت على قبولك
ألست ترى المنايا كل يوم تصيبك في أخيك وفي خليلك
******************
وقال أبو العتاهية:
إنَّ الطَّبيب بـطـبِّـه ودوائه لا يستطيع دفاع مكروهٍ أتـى
ما للطَّبيب يموت بالدَّاء الـذي قد كان يبرئ مثله فيما مضى
******************
وقال آخر:
كم من عليلٍ قد تخطَّاه الرَّدى فنجا ومات طبيبه والعـوَّد
******************
وقال آخر:
هلك المداوي والمداوى والذي جلب الدواء وباعه والمشتري
******************
وقال آخر:
كل باك فسَيُبكَى كل مَذْكور سَيُنْسَـى
وكل ناعٍ فَسَيُنعَى ليـس غيرُ اللـه يبقى
مـن عــــلا فاللـه أعلـــــى
******************
وقال آخر:
مشيناها خُطا كُتبت علينا ومن كُنبت عليه خُطاً مشاها
ومن كانت منيته بأرضٍ فليس يموت في أرضٍ سواها
******************
وقال آخر:
ضعوا خدي على لحدي ضعوه ومِن عـَفـْـر التراب فوسٍّدوه
وشـُقوا عـنه أكفاناً رقـاقاً وفـي الرمْس الـبعيد فـغيـّبوه
فلو أبصرتموهُ إذا تــقضت صبــيحة ثالثٍ : أنـكرتموه
وقـد مالت نواظـرُ مقلتـيه على وَجَنـاته ، فـرفضـتموه
******************
وقال أخر:
وكل أناس سوف تدخل بينهم دويهية تصفر منها الأنامل
******************
وقال آخر:
أشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيــك
ولا تجزع من الموت إذا حــــل بواديك
******************
يقول أبو نواس:
أين من كان قبلكم من ذوي البأس والخطر؟
سائلوا عنهم المدا ئن، واستـخبروا الخبر
سبقونا إلى الرحيـ ـل، وإنا على الأثر
من مضى عبرة لنا وغدا نحن معتـبر
إن للمــوت أخذة تسبق اللمح بالبصر
قد نقلتم من القصـ ـر إلى ظلمة الحفر
رحم الله مسلماً ذكر الله فازدجر
رحم الله مسلماً سمع الوعظ فانتهر
رحم الله مسلماً خاف واستشعر الحذر
******************
يقول أبو نواس:
لدواعي الخير والشـ ــر دنو ونزوح
سيصير المرء يومـاً جسداً ما فيه روح
بين عيني كل حي علم الموت يـلوح
كلنا في غفلة والـ ـموت يغدو ويروح
نح على نفسك يا مسـ ـكين إن كنت تنوح
لتموتن وإن عمـ ـرت ما عمر نوح
******************
يقول الشاعر:
إنــا لنفرح بالأيام نقطعهـا وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً فإنما الربح والخسران في العمل
******************
يقول زين العابدين علي بن الحسين رحمه الله:
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّامِ واليَمَنِ إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِـهِ على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والموتُ يَطلُبُني
وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ
مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ ولا بُكاءٍ وَلا خَـوْفٍ ولا حـَزَنِ
أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ
كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحــَاً عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُنــي
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنــي وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليومَ يَنْفَعُني
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ
وَقـامَ مَنْ كانَ حِبَّ لنّاسِ في عَجَلٍ نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي
وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِنِ
فَجــاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً عَلى رَحِيـلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا ولا سُجـودَ لَعَلَّ اللـهَ يَرْحَمُني
وَأَنْزَلوني إلـى قَبري على مَهَلٍ وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني
فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفـارَقَني
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنـاك ولا أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي
فَرِيدٌ وَحِيدُ القبرِ، يــا أَسَفـاً عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُنـي
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقولُ لهم قَدْ هــَالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهـِمُ مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يــا أَمَلي فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهــَنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلي وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ والسَّكَـنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهــا وَصَارَ مَـالي لهم حـِلاً بِلا ثَمَنِ
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ والوَطَن
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَن
خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ
يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَن
يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا مَا وَصَّـا البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ
والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ
******************
يقول أبو ذؤيب الهذلي:
أمن المنــون وريبها تتوجـع والدهر ليس بمعتب من يجزع؟
وإذا المنيـة أنشبت أظفـارهـا ألفيـت كـل تميمة لا تنفـع
تركوا هـواي وأعنقــوا لهواهم فتخرموا ولكل جنب مصرع
| |
|