السماء... سقف محفوظ!!
ـ بواسطة الأقمار الصناعية وفي عام 1958 تم اكتشاف أن الغلاف الجوي للأرض هو عبارة عن سقف محفوظ، يحفظ الكرة الأرضية من الأشعة الكونية والرياح الشمسية القاتلة بواسطة (أحزمة فان أَلِن) التي ترتفع من ألف إلى 65 ألف كلم فوق سطح البحر، وتمتد إلى مسافة عرضها 7500 كلم، وهذه الأحزمة تشكل درعاً واقياً للأرض وغلافها الجوي...
ـ وهذا الدرع الذي يأتي من الحقل المغناطيسي للأرض يحفظ الأرض وغلافها الجوي من الأشعة الكونية المتأتية من النجوم وخاصة من أشعة الرياح الشمسية التي قد تصل سرعتها إلى معدل 1.5 مليون كم/الساعة تقريباً...
ـ فلولا أن خلق اللهُ لنا هذا الحقل المغناطيسي الأرضي الذي هو سبب في حفظ الغلاف الجوي لفتكت أشعة جاما وأشعة ألفا والقسم الأكبر من الأشعة تحت الحمراء والأشعة الأخرى المجهولة بالأحياء الأرضية، ولما أمكن للحياة أن توجد على وجه كوكب الأرض!!!
ـ يقول الله تبارك وتعالى:
{وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 32]
ظاهرة ضيق الصدر في السماء!!
ـ يقول الأستاذ الدكتور صلاح الدين المغربي العضو في الجمعية الأمريكية لطب الفضاء، وأستاذ طب الفضاء في معهد طب الفضاء بلندن:
لا توجد مشكلة بالنسبة لصدر الإنسان ورئتيه في مسألة التنفس وذلك من سطح البحر إلى مسافة عشرة آلاف قدم فوق سطح البحر، وأما من مسافة عشرة آلاف قدم حتى 16 ألف قدم فيقوم الجسم بعملية التكافؤ الفسيولوجي التي يعدل فيها الجسم من بعض الخصائص الخاصة بالتنفس حتى تستطيع الرئتين القيام بمهامها، وأما ما بعد 16 ألف قدم إلى حوالي 25 ألف قدم، فلا يستطيع الجسم تحمل الضغط الجوي ويضيق التنفس ويقوم الحجاب الحاجز بين الصدر والبطن بالضغط على الرئتين فتنقبضان بشدة ويضيق الصدر ويحدث الصداع والإغماء.
يقول الله تبارك وتعالى:
{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 125]
ـ تُكلف سترة رائد الفضاء مئات الآلاف من الدولارات، وبدونها يختنق الإنسان في ثواني قليلة، وقد ينفجر من شدة انخفاض الضغط...
ـ وعندما ترجمت هذه الآية إلى البروفيسور ((يوشيدي كوزاي)) مدير مرصد طوكيو باليابان اندهش بشدة، ثم أخذ يستمع إلى آيات وآيات تشير إلى الكثير من الحقائق العلمية التي لم تكتشف إلا حديثاً، ثم قال:
إنني في غاية التأثر والاندهاش بسبب ما وجدته من حقائق علمية ثابتة في القرآن، وقبلنا كان الفلكيون الحديثون يدرسون تلك الأجزاء الصغيرة للكون، ولقد ركزنا جهودنا لفهم هذه الأجزاء الصغيرة، لأننا باستخدام التلسكوب نستطيع أن نرى كل الأجزاء الرئيسية في السماء، ولذلك فبقراءة القرآن، وبإجابة الأسئلة أعتقد أنني أستطيع أن أجد طريق مستقبلي في البحث في الكون...
تـوسع الكـون..
ـ بدأت النظريات العلمية عن ظاهرة توسع الكون في بدايات القرن العشرين، بعد اكتشاف ظاهرة تباعد النجوم عن بعضها، حتى جاء العالمان (همسن) و (هابل) وأكدا نظرية توسع الكون، ووضع (هابل) القاعدة المعروفة باسمه أو قانون تزايد بُعد المجرات بالنسبة لمجرتنا وبالنسبة لبعضها البعض، وبفضل هذا القانون أمكن حساب عمر الكون التقريبي...
ومع تقدم علوم الفيزياء الحديثة أمكن حساب السرعات التي تبتعد بها المجرات عن بعضها البعض، فهناك مجموعة من المجرات يتزايد بعدها عن مجرتنا 1200 كلم في الثانية!!
ومجموعة أخرى من المجرات ـ وتفصلنا عنها مسافة ملياري سنة ضوئية تقريباً، والسنة الضوئية تعادل حوالي 10 آلاف مليار كلم ـ يتزايد بعدها عنا 60 ألف كلم في الثانية!!
وبصورة عامة فإن المجرات وتجمعاتها هي أشبه ما تكون بكتل غازية هائلة من الدخان، ما تزال تتوسع وتنتشر ويتوسع معها الكون منذ حصل الانفجار الهائل في الكتلة الغازية الأولى، ويشبه العالم الفلكي المعاصر (هيوبرت ريفز) الكون بقالب من الحلوى انتثرت عليه حبات من العنب هي المجرات وهذا القالب يتوسع في مجال يخلقه لنفسه كما ينتفخ قالب الحلوى في الفرن، ويقول علماء الفلك أيضاً أن الانفجار الهائل للكتلة الغازية الأولى وتوسع الكون المستمر الذي نشأ من هذا الانفجار هو السبب المنطقي الوحيد الذي يشرح الظلام الحالك في الكون الذي هو شبه خال بالرغم من ملايين المليارات من النجوم التي تسبح فيه فالضوء الناشئ من هذه النجوم لا يكفي ـ رغم كثرة عددها ـ لإضاءة سماء هذا الكون الذي هو في اتساع مستمر، كما أن الانفجار الكبير وتوسع الكون هو السبب في انتشار الضوء بعد أن كان محبوساً داخل الكتلة الغازية الأولى ولا يستطيع الإفلات منها بحكم قوة الجاذبية الكامنة فيها...
وفي ذلك يقول الدكتور ((موريس بوكاي)) الفرنسي الجنسية والذي أنعم الله تبارك وتعالي عليه بنعمة الإسلام:
"إن ظاهرة توسع الكون أعظم ظاهرة اكتشفها العلم الحديث، ذلك مفهوم قد ثبت اليوم، ولا تعالج المناقشات إلا النموذج الذي يتم به هذا التوسع..."
يقول الله تبارك وتعالى:
{وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47]
للغلاف الجوي... أبواب!!
بعد صعود الإنسان إلى الفضاء، كثرت الاكتشافات التي شاهدها بعينه، والتي لم تكن لتخطر على قلب بشر، ومن هذه الاكتشافات المدهشة ما نحن بصدد التحدث عنه الآن:
أولاً:
ـ تحرك المركبات الفضائية والصواريخ في الفضاء له قوانين وحسابات دقيقة خاصة عند الاقتراب من الغلاف الجوي، سواء عند الصعود للفضاء أو عند الرجوع منه، فقد اكتشف علماء الفلك منذ وقت ليس ببعيد أن لحدود الغلاف الجوي الخارجية أبواب، يجب التحرك من خلالها سواء عند الخروج للفضاء أو عند دخول مجال الغلاف الجوي للأرض، فكل مركبة فضائية يجب أن تنطلق في زاوية معينة وفي مسار معين كي تستطيع النفاذ من نطاق جاذبية الأرض إلى الفضاء الخارجي، وإذا لم يلتزم قائد هذه المركبة ـ سواء كان بشراً أو عقلاً إلكترونياً ـ بمسار معين يتحرك يمكنه من عبور تلك الأبواب الفضائية فستبقى المركبة في الفضاء الخارجي أو ستحترق قبل وصولها للأرض، وهو ما كاد أن يحدث لإحدى المركبات الفضائية منذ سنوات عندما تعطلت لبعض الوقت الأجهزة التي توجهها نحو الباب الفضائي الذي يجب أن تدخل من خلاله في الغلاف الجوي الأرضي.
وقد ظل العلماء يومئذ يحبسون أنفاسهم مع الرواد الثلاثة الذين كانوا على متن هذه المركبة إلى أن يسر الله تبارك وتعالى لهم سبيل الدخول إلى الغلاف الجوي من إحدى أبوابه ورجعوا سالمين إلى الأرض.
ولقد وصف علماء الفضاء عودة رواد الفضاء من القمر إلى الأرض بما ترجمته:
ـ في يوم الخميس الموافق 24 تموز سنة 1969 وفي الساعة الخامسة و 20 دقيقة مساءً ألقى رواد الفضاء من حمولتهم ودخلوا في الغلاف الجوي الأرضي بسرعة 11 كلم في الثانية من خلال ممر ارتفاعه 65 كلم، فإن دخلوا من ممر أعلى ارتدوا وعادوا إلى الفضاء الخارجي مرة أخرى، وإن دخلوا من ممر أسفل من الممر المحدد كان حريقهم وموتهم!!
ثانياً :
ـ المسارات التي تسلكها المركبات الفضائية والصواريخ في طريقها في الفضاء هي مسارات وطرق متعرجة وليست مستقيمة...
ثالثاً:
ـ في 12 نيسان من سنة 1962 سرى في العالم نبأ تناقلته وسائل الإعلام بإعجاب وتعجب، فلقد أرسل الاتحاد السوفيتي أول إنسان إلى الفضاء ليدور حول الأرض!
ولقد كانت الكلمات الأولى التي تفوه بها الرائد الروسي (يوري جاجارين) عندما أصبح في مـداره حول الأرض ونظـر من خـلال المركبـة الفضـائية، ورأى بديع خلق السموات والأرض هو ما ترجمته حرفياً: (ماذا هذا الذي أراه؟؟ هل أنا في حلم أم سُحرت عيناي؟؟)
رابعاً:
ـ خارج الغلاف الجوي الدنيا في ظلام حالك، وذلك حتى إذا كان وقت الصعود عند الظهيرة!! فبمجرد أن يخرج الإنسان من الغلاف الجوي الأرضي تتحول الدنيا إلى الظلام الدامس ويختفي ضوء الشمس وتصبح ـ الشمس ـ مثلها كمثل بقية النجوم الموجودة في السماء التي تلمع في الفضاء بدون إضاءة مثلما يحدث على وجه الكرة الأرضية، وهذا ما رآه الإنسان بعينيه بعد خروجه إلى الفضاء...
يقول الله تبارك وتعالى:
{وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ} [الحجر: 14]
سُكِّرت أبصارنا: أي فقدنا القدرة على الرؤية الواضحة؛ وهذا ما رآه علماء الفضاء واضحاً فبعد الخروج من نطاق الغلاف الجوي تصبح الدنيا ظلام!!
المجرة وحدة تركيب الكون الأساسية..
ـ المجرة هي الوحدة الأساسية في تركيب الكون، والمجرة عبارة عن تجمعات هائلة من النجوم والكواكب، والمجرات أنواع وأحجام، فالمجرة صغيرة الحجم وتسمى بالمجرة القزم تتألف من عشرة ملايين نجم، أما المجرات العملاقة فيصل تعداد نجومها إلى عشرة آلاف مليار نجم ترتبط بعضها ببعض بواسطة قوة الجاذبية الخاصة بكل مجرة...
ـ أما مجرتنا المسماة بـ (الطريق اللبني) Milky Way والتي يتبع لها نظامنا الشمسي فمؤلفة من 100 مليار نجم تقريباً منها الشمس ...
ـ والشمس نجم متوسط الحجم، وهناك من النجوم ما يكبر الشمس بعشرات أو مئات المرات!!
ـ هذه المجرة التي بها شمسنا تبدو من خلال المراصد كقرص قطره 90 ألف سنة ضوئية، وسُمكه 5 آلاف سنة ضوئية (السنة الضوئية تساوي 9416 مليار كلم)...
ـ وفي حين يصل إلينا نور القمر في ثانية وثلث، ونور الشمس في ثماني دقائق، فإن النور يستغرق 100 ألف سنة ليصل بين طرفي قرص مجرة الطريق اللبني (يقطع النور 300 ألف كلم في الثانية الواحدة)، وهناك الكثير من المجرات تكبرهما بعشرات المرات. وفي الكون أحصي حتى الآن مائة مليار مجرة تقريباً وكلها تدور وتجري بسرعات متفاوتة:
ـ الأرض تدور حول الشمس بسرعة 30 كلم في الثانية الواحدة تقريباً...
ـ الطريق الذي تقطعه الأرض لتدور حول الشمس دورة واحدة طوله 100 مليون كلم...
ـ الشمس تجري بسرعة 19.7 كلم في الثانية بالنسبة للنجوم المجاورة لها...
ـ أسرع المجرات تصل سرعتها إلى 108 ألف كلم في الثانية!!
ـ النجوم والمجرات لا تتوزع عشوائياً في الكون، فالنجوم تتجمع مع بعضها لتؤلف المجرة، والمجرات تتجمع مع بعضها لتؤلف مجموعة محلية مؤلفة من عشرات المجرات، والمجموعات المحلية تتجمع مع بعضها لتؤلف كدس المجرات المؤلف من بضعة آلاف من المجرات، وأكداس المجرات تتجمع كل خمسة أو ستة فيما بينهم لتؤلف كدساً عملاقاً...
ـ فالنجوم هي حجر البناء في المجرة، والمجرة هي بيت في الكون، والمجموعة المحلية هي قرية في الكون أما كدس المجرات فهو أشبه بمدينة في الكون، والكدس العملاق يمثل عاصمة من عواصم هذا الكون ـ وذلك حسب تشبيه علماء الفلك...
ـ الشمس وكواكب النظام الشمسي التابع لها و 100 مليار نجم آخر تتجمع مع بعضها لتؤلف مجرتنا مجرة الطريق اللبني، وهذه المجرة مع مجرة (أندروميدا) التي تبعد عنا 2.3 مليون سنة ضوئية و 15 مجرة أخرى من المجرات الصغيرة (المجرات القزم) تتجمع كلها لتؤلف المجموعة المحلية التي تمتد أبعادها إلى 15 مليون سنة ضوئية وتبلغ كتلة المجموعة المحلية 10 آلاف مليار مرة كتلة الشمس!!
ـ وهذه المجموعة المحلية تتجمع مع غيرها لتؤلف كدس المجرات الذي يحوي بضعة آلاف من المجرات وتصل أبعاده إلى 60 مليون سنة ضوئية وكتلته إلى بضعة ملايين المليارات من كتلة الشمس...
وقد استطاع علماء الفلك حتى الآن إحصاء ثلاثة آلاف كدس في نصف الكرة الجنوبي للكون...
وأكداس المجرات تتجمع كل خمسة أو ستة منهم فيما بينهم لتؤلف كدساً عملاقاً تصل أبعاده إلى 200 مليون سنة ضوئية وكتلته إلى 10 ملايين مرة كتلة الشمس...
ومجرتنا ما هي إلا جزء صغير للغاية من كدس عملاق مؤلف من 10 آلاف مجرة...
أي أن في الكـون حتى الآن حوالي 100 مليار مجرة، يتألف أصغرها من 10 ملايين نجم، وأكبرها من آلاف المليارات من النجوم، وكلها تجري بسرعات هائلة متفاوتة كل نجم في مسار خاص به دون تصادم بينها ووفق نظام بديع عظيم الدقة...
يقول الله تبارك وتعالى:
{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر: 57]
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} [آل عمران: 190]
{أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا} [النازعات: 27]
..................................
نقلا عن موقع طريق الاسلام