* إشـراقــ ـة *

إشراقة .. sunny

لطالما آمنت بأن حياة كل منا عبارة عن دائرة مملة تتكرر عبر الأجيال ،..
يشهد التاريخ أن الدائرة عبارة عن : ولادة، طفولة ،
مراهقة ، دراسة، عمل ، زواج ، مسؤولية ، تقاعد ،
فراغ ، قبر .
جلست يوما في صمت قاتل أرقب حركات النجوم
،وأحسب دورات عقارب الساعة ، وأنصت لدقات قلبي
المتباطئة ..
أحسست بالملل الثقيل قد استعمر أفكاري .. بدأت أتسلى
بقلمي قليلا ، لعله يحول علي بفكرة جديدة تدفعني
لكتابة شيء جديد يفيدني ويفيد غيري ..
فجأة ، تذكرت تلك الدائرة وذاك الملل المحيط بها ..
بدأت تحوم في مخيلتي أسئلة تطرح نفسها ، وتنتظر
إجابات من حيث لا تدري..

هل كلنا محكومون بالدائرة ؟ وما الذي يخرجني عنها؟
وما هو سرالخروج عن الدائرة ؟ هل هو موجود
داخلها أم خارجها ؟ وكيف أخرج عن الدائرة و أنا
أمشي فيها ؟ ...
أسئلة كثيرة جعلتني أغوص في الفلسفة الكبرى للحياة..
فإن الإنسان إذا آمن بنفسه أولاً .. وبحياته ثانياً ، فإنه
لن يسمح لأن يُخضع حياته لذاك القالب ، ولن
يدخل بها في نطاق تلك الدائرة المفرغة .. دائرة
"فلسفة الحياة"..

عندما تزيد تلك الدائرة من حوله.. وتُحكم الخناق عليه،
فإنه وقتها لن يجد مهرباً لنفسه منها إلا إليها .. إلى
نفسه ذاتها.
لأنه وقتها سيكون قد عرف معنى وجوده .. والمعنى الحقيقي لتلك الحياة .. نعم ، قررت أن أحيد عن تلك الدائرة ، وأرسم خريطة حياتي بنفسي،
لا أريد أن أكون بعد اليوم كومةَ حقيرة من الملل
.. نعم !! سوف أحيد عن الصفر، و سأكون
من الأرقام الصعبة..
عندها .. تذكرت قصة ذاك الإنسان العادي، الذي اسمه
عادي بن عادي ، الذي ولد ولادة عادية وتربى تربية
عادية فيوسط عادي ودرس دراسة عادية وعمل عملا
عاديا وتزوج عادية بن عادي، وأنجبا أولادا عاديين ،
و لما ماتَ مات عاديا ..و لم يذكره أحدا بعد موتِه ..
لماذا ؟ لأنه كان عادياً .. ولم يترك بصماته على
هذه الحياة ولم يكن له وزن ثقيل في دنيا الناس ..
ولم يكن من الأرقام الصعبة .. كان أشبهَ بالرقم صفر ..
بل كان صفراَ!!
فكرت مليا، ثم سألتني نفسي ثانية : هذه هي الدائرة التي يدور فيها معظم الناس منذ أن بدأت البشرية ، فكيف لي أن أخرج عن منحى الدائرة ؟
لا أدري ما الإجابة ، لكني تذكرت قولة أخي عندما سألته يوما بعفوية : كيف لي أن أرسم مسارا مستقيما في حياتي ؟ فابتسم فقال : لقد ولدتِ لكي تعيشي في هذه الدائرة ،حالك مثل حال كل البشر ، .. ستعيشين في الدائرة مع الناس ظاهريا .. لكنك في الحقيقة تعيشين مع الله !!
لم أفهم شيئا مما قاله عندها ، لكني الآن أدركته جيداا
..
والآن أستطيع أن أجيب نفسي : كيف أحيد عن الفصيلة ؟ - لا – كيف أخرج عن منحى الدائرة ؟
فعندما أقرر أن أحيد عن تلك الفصيلة العادية والمملة ،
وأن أكون من الأرقام الصعبة ، هنا يبقى لي أن أضع
لنفسي : خطة وهدف ورسالة ..
فخطتي هي: أن أصوب نحو القمر ،فحتى لو لم أصيبه ،فإنني سأصيب النجوم ..

وهدفي هو: أن أكون جميلة، إيجابية،مسالمة، عالمة،عاملة في الخير والعطاء..
أما رسالتي فهي:رضا ربي من خلال إسعاد نفسي، وجعل العالم مكانا أفضل للعيش لناجميعا
!!وحتى يصبح العالم مكاناً أفضل للعيش لنا جميعاً.. يجب فرض واقع جديد !! لا ننتظرالتغيير.. فلنتغير نحن و إن صرخ العالم بوجهنا ^مستحيل ^

فلنمحص تفكيرنا ،بينما نحن نفكر ، بهدف التفكير بشكل أفضل .. فتفكيرنا يحدد أقوالنا وأقوالنا تحدد أفعالنا ، و بالتالي فالأخيرة تحدد مصيرنا ، إذن فليكن تفكيرنا تفكيرا سليما إيجابيا ، و لتكن نظرتنا للحياة نظرة جميلة حقا،و لتكن إطلالتنا للغد مشرقة ،

فمصير كل واحد منا بين يديه ..

فمادامت الحماسة تلف قراراتنا و ما دامت عناوين التفاؤل تكاد تقفز من الأعين لترقص فرحا..فلسنا بحاجة التنافس مع الناس، فالتنافس مع الذات للعيش في واقع اليوم ، من الأسلحة الفعالة في الحياة لطرد التشاؤم..

إذ أن قيم التفاؤل و المروءة والعزيمة هي من تخلق روح العطاء فينا ، وتجذب إلينا أجواء السعادة مع نغمات الأمل اللامتناهية ...
فلامجال لليأس في عالم اختلطت فيه معاني السعادة والشقاء ، فلا بد من نفض غبار الحزن من قلوبنا ،
وطرد الإحباط واليأس اللذان استوطنا أعماقنا ..
هذه هي حقيقة الحياة ، فلا بد من خوض تجاربها ، لنعيشها بكل تفاصيلها، فهذه هي الحياة المثالية ، في عالم لا يمنحنا قالب العطاء...

فمن واجب كل متطلع إلى العلا ،
ومتألق نحو القمة ، أن يملك مفتاح السعادة والرضا بالنتائج ، فما دام ضمير الأمل يسري في عروقنا ، وروح التحدي تجري في دمائنا ، فلا وجود للاستحالة في عالمنا الزاهي بألوان الطيف ...
وبوجود شمس الأمل في مدينتنا، فلا مكان لظلام اليأس فيها ،فنحن الآن من نملك سلطة العيش بكل معاني السعادة والرقي والمجد والتميز ..

فبهذا نكون قد حققنا جزءا مهما من رضا الله
وكما قلت سابقا ، رضا ربي يتحقق من من خلال إسعاد نفسي ..
رضا ربي في رضا نفسي .. رضا ربي يتحقق بمعرفة ذاتي ولا أترك الآخرين يغشوني،.. رضا ربي بعيش الروح ، لا وهم القناعات الزائفة المتراكمة التي لا ينفك إشباعنا بها أشباه العارفين .. رضا ربي بأن يجدني مستمتعة ، نشيطة ،محبة ، سعيدة ، مسالمة ، إيجابية ،
متألقة ، متطلعة ، .. رضا ربي بأن أعيش للعطاء ،
وأن يكون هذا هو أساس دراستي ودأبي .. رضا ربي بأن أكون حرة طليقة ،لا أرتبط بأي شيء ولا أي
شخص سوى الله تعالى .. رضا ربي بأن أشعر
بالامتنان لكل شيء في حياتي ،..رضا ربي من أجل إسعاد نفسي و جعل العالم مكانا أفضل للعيش لنا جميعا .. فسنرحل يوما ما عن هذه الدنيا و قد عشنا فيها حياة واحدة فقط،..

أفلا تستحق إذن أن نعيشها بأفضل شكل ؟؟؟

بقلــــــــمـي Like a Star @ heaven

مشكورة أختي إشراقة الأمل على هذه الإشراقة الاكثر من رائعة

أسلوب أدبي راق

والمعاني أقل ما يقال عنها جميلة جدا

أتحفينا بالمزيد من بوح قلمك الفياض وكتاباتك الأدبية

تحياتي وتقديري لك

شكرا أخي الأمير على مرورك الطيب
أسعدني مرورك على إشراقتي - المتواضعة -
جزاك الله خيرا

تحياتي واحتراماتي لك