حتى يتم التبليغ وخاصة لؤلئك المدافعين عن الأنظمة و المستفدين من فجورها نورد لكم هذا التقرير المفصل عن مافيا الدعارة في الخليج بشكل عام و أتحدى كل واحد يقول إنه ما في مثل هذه الأمور تحصل في الخليج كله وليس السعودية فقط ويمارسون هذه الاعمال تحت غطاء الأنظمة وحمايتها فمن سيدافع عن من .. :
{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } (16) سورة الإسراء
مغربيات في الفخ الخليجي
مغربيات يمارسن بدول الخليج أقدم مهنة في التاريخ، بإرادتهن أو رغماً عنهن، يسمين هناك ببائعات الهواء أو بالداعرات أو فتيات الليل أو النساء العموميات، وهي ظاهرة ظلت آخذة في الانتشار منذ سنوات.
إن تهجير مغربيات لامتهان الدعارة بالخليج العربي أضحى بمثابة بركة آسنة فاحت رائحتها.. وأغلبهن دفعهن الفقر والانبهار بالبتر ودولار وأمراء النفط وحلمن بالعيش الرغيد لكنهن سقطن في هوة جحيم لم يكن لهن ببال. بعد وعود كاذبة بفرصة عمل شريف وجدن أنفسهن في قلب سوق الدعارة.
إن فرض امتهان الدعارة بالخليج العربي على مغربيات غرر بهن أضحى الآن شكلا من أشكال "العبودية الحديثة"، فأجساد المغربيات أصبح لها وسطاء وتجار وزبناء بمختلف دول الخليج.
فحكايات المغربيات المغرر بهن تشكل حقيقة مرة، وهي أكبر من أن توصف. فقد لا يصدق المرء وجود عبيد وجواري في القرن الواحد العشرين، وحالات جملة منهن هي حالات استرقاق الناس بامتياز، إنها وضعية مغربيات أرغمن على الدعارة، وكل حكاية من حكاياتهن تخفي وراءها مآسي إنسانية.
الرحلة إلى الجحيم
تبدأ رحلة العذاب مع السفر والصعود إلى الطائرة بإحدى مطارات المغرب، فقد تعتقد الكثيرات أن الحصول على عقد عمل بإحدى دول الخليج سيرفع رأسهن بين أقرانهن بالمغرب، لكنهن بمجرد معاينة الواقع الذي ينتظرهن ويكتشفن أنهن انخدعن وبسرعة، ويبدأن في تذوق طعم المآسي، بمشاهدة أفظع وأدهى من الواقع المر الذي كن يعشنه في وطنهن وبين ظهرانيه. وعهدهن الوسيط أو الوسيطة بأجر مغر لكنهن لم يذقن إلا التجويع والمهانة والتنكيل والعري والحرمان حتى من الضروريات على امتداد مرحلة قد تطول أو تقصر حسب من يتحكمون في أنفاسهن هناك. لقد عشن مآسي إنسانية في أجلى مظاهرها، كل شيء بيد شخص يتحكم في رقابهن، وفي أدنى حركاتهن وسكناتهن، إن لم يطعمهن متن جوعا وإن لم يروهن انتهين عطشا، يعيد على مسامعهن ليل نهار، نفس اللازمة: خلاصكن في إسعاد الزبناء، وآنذاك كل طلباتكن مستجابة. قبل بداية الرحلة إلى الجحيم قد يساور إحداهن بعض الشك والارتياب، لكن بريق الوعود وفرصة الشغل "المحترمة" بأجر لم يسبق أن حلمت به بأرض وطنها تمحو كل شكوكها، لكن بمجرد نزولها بالمطار الخليجي تقتاد إلى المكان المخصص للاستقبال المهيأ سلفا، ومن هنا تبدأ المحنة و "السقوط إلى الهاوية".
ماذا يخبئ "فردوس الخليج" للفتيات المغربيات؟ وما هي المخاطر التي تهددهن؟ فمنذ وصولهن إلى البلد المضيف تعيش الضحايا ظروفا تعسة ومروعة، وغالبا ما تكون استضافتهن بالاعتداء البدني لجعلهن يعشن في خوف دائم ومستدام من القوادين والقوادات المسيطرين على أوكار الدعارة. ويتعاملون مع منهن من تسلك سبيل التمرد بطريقة أقسى وأشد مع ممارسة مختلف أشكال الابتزاز.
وتكفي مدة 20 يوما على أكثر تقدير لتكسير عزيمة أقوى المغربيات شخصية هناك وجعلها عجينة طيعة بين أيدي القوادين والقوادات بالخليج، أي سلعة للاستهلاك. تسلب الصفة الإنسانية من المغربيات المغرر بهن لتطويعهن قصد الامتثال لأوامر القوادين والأشخاص الذين يحرسونهن، وبذلك يفتقدون قدرة امتلاكهن لذواتهن وتصبح أجسادهن سلعة، والسلعة طبعا هي ملكية صاحبها، أي القواد أو الوسيط أو القائم على الشبكة. ومن المعلوم أن سلطة القواد أو القوادة على المغربيات المغرر بهن بالخليج ترتكز بالأساس على العنف والترهيب والحرمان والتحكم في حياة الضحية. وقد يتم الاعتماد كذلك على دفعهن إلى الإدمان على المخدرات كسبيل من سبل التحكم فيهن وجعلهن "آلات" لإنتاج متعة كل من يدفع المقابل المادي. ويحرص القوادون على أن لا تربط المومس أي علاقة بالحي والمدينة التي تمارس فيها الدعارة لأن عزلتها تسهل التحكم فيها أكثر
.
ولهذا يعتمد القائمون على شبكات الدعارة بدول الخليج على تنقيل المغربيات من مدينة إلى أخرى أو من وكر إلى آخر حتى لا تتمكن من نسج علاقات اجتماعية من أي نوع، ما عدا علاقاتها بالزبناء. وتقول "صفية" في هذا الصدد: "بمجرد وصولي إلى الخليج حجزت في غرفة وتعرضت للاغتصاب.. دخل علي 5 أشخاص وقفلوا الباب ومارسوا علي الجنس بوحشية الواحد تلو الآخر، وكلما صرخت أو حاولت المقاومة أو الرفض صفعني أحدهم.. ودام هذا الحال على مدار أسبوعين دون أن أغادر المنزل الذي احتجزت فيه... وخلال هذان الأسبوعين كان موعد الدورة الشهرية ففرضوا علي تناول أقراص لإيقافها.. ومر شهران ولم أتمكن من رؤية معالم الحي الذي أتواجد به بدبي ولو عبر النافذة".
فعلا، من أساليب الترويض والإجبار على ممارسة الدعارة، الاغتصاب الجماعي باستعمال العنف وبطرق بشعة.
وأغلب الفتيات المغربيات المغرر بهن واللائي أجبرن على امتهان الدعارة بالخليج يعتبرن أن اغتيال عفتهن وتعرضهن للاغتصاب والتنكيل والحرمان وسوء المعاملة عموما جرفهن إلى الانصياع وراء مطالب القوادين بقبولهن "بيع أجسادهن". كما أن أغلبيتهن الساحقة صورن في أوضاع مشينة واستعملت التسجيلات لإرغامهن على الطاعة العمياء.
ومن الملاحظ أن أغلب الفتيات المغربيات ضحايا مافيا الدعارة بدول الخليج، خلافا لما هو الأمر بخصوص المهاجرات إلى أوروبا لهذا الغرض، أميات وضعيفات المستوى ويبدو أن هذه الخاصية مرغوب فيها بدول الخليج. وبفعل تكاثر المغربيات المرغمات على امتهان الدعارة بالخليج برزت مؤخرا ظاهرة بيعهن من طرف شبكة لشبكة أخرى، وهذا ما أفادت به أكثر من ضحية، إذ تم تسليمها لأناس آخرين وفي مكان آخر غير الذي كن يمارسن فيه الدعارة.
لقد أضحت الآن المتاجرة في المغربيات ببعض دول الخليج تحكمها جملة من القواعد والأعراف، منها أن كل منهن من تعمل لمدة 6 أشهر أو سنة دون إثارة أي مشكل مع الزبناء أو القائمين على الوكر تحصل على إجازة تقضيها في إحدى الفنادق أو الواحات أما من تثير منهن غضب العملاء والزبناء فمصيرها العقاب والحرمان من الأجر. وما هذه إلا علامات تفيد بتكريس منظومة "نخاسة المغربيات" بالخليج.
الوسيطة
تعتمد شبكات تهجير المغربيات إلى الخليج لامتهان الدعارة على وسيطات يعملن على استدراج الضحايا بواسطة عقود عمل وهمية بأجور مغرية تتراوح ما بين 1000 و 2000 دولار (10 و 20 ألف درهم) شهريا.
وهذا مقابل عمولة قصد الحصول على العقد وعمولة إضافية مخصصة للوسيطة. وبعد حصول الاتفاق تنظم الوسيطة لقاءا بين الضحية وشخص مكلف بالقيام بإجراءات توقيع العقد وتسهيل إعداد تأشيرة السفر.
ومن أقدم الوسيطات "الحاجة نعيمة" التي بدأت قصتها بالرحيل سنة 1999 إلى الخليج لتشتغل في بادئ الأمر في بعض المطاعم كنادلة، ثم التحقت ببعض الملاهي الليلية بالأردن للاشتغال كراقصة، ثم امتهنت الدعارة هناك، وبعد عودتها إلى المغرب اتجهت إلى الاشتغال في الوساطة لتهجير فتيات مغربيات نحو سلطنة عمان مقابل مبالغ مالية باستعمال عقود عمل وهمية.
وتظل "الحاجة فاطمة" أشهر وسيطة مغربية، إذ تمكنت من ربط علاقات واسعة مع شخصيات وازنة بالكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة السعودية. وكانت قد بدأت نشاطها بالتعاطي للدعارة بدبي قبل أن تحدث وكرا للعاهرات بها جلبت إليه مغربيات جميلات. وداع صيتها بين شخصيات خليجية وازنة لأنها كانت تجتهد في تلبية كل طلباتهم، لاسيما فيما يخص العذارى، كما كانت أحيانا تتوسط في تسفير بعض الغلمان إلى الخليج تلبية لرغبات بعض الشاذين جنسيا من الشخصيات الوازنة هناك، وانتهى بها الأمر إلى الاستقرار بإمارة دبي بعد أن توطدت علاقاتها بجملة من الأمراء والشيوخ، وأصبحت الآن مقتصرة على تلبية طلباتهم في مجال المجون.
خطة السفر إلى الجحيم
تعتمد خطة تهجير الفتيات إلى الخليج لامتهان الدعارة على استدراجهن باستعمال النصب والاحتيال والتدليس بواسطة عقود عمل خاصة ببعض المجالات المناسبة للمرأة (مربية، حلاقة، مرشدة سياحية، مدلكة، نادلة عارضة أزياء). ويتراوح ثمن الاستفادة من هذه العقود الوهمية ما بين 15 و 40 ألف درهم إضافة لعمولة للوسيط، وكل هذا يؤدى مسبقا بالمغرب وقبل السفر.
وقد تم فعلا الإيقاع بالعديد من المغربيات من طرف شبكات مكونة من مغاربة وخليجيين وأشخاص من دول عربية أخرى، وأحيانا بمشاركة بعض اليهود المقيمين بأوروبا.
وبعد مغادرة المغرب تصادر جوازات سفرهن وأوراقهن الشخصية، ويحتجزن لمدة تطول أو تقصر حسب رد فعلهن ثم يجبرن على ممارسة الجنس مع العديد من الرجال تحت التهديد إلى أن يتم ترويضهن، آنذاك يوزعن على أوكار الدعارة تحت إشراف قوادين أو قوادات مكلفين بمراقبتهن عن قرب إلى أن تصبح الفتاة لقمة مستساغة. ورغم أن الأمر انكشف وتم ضبط مئات المغربيات وترحيل بعضهن إلى المغرب لم يتم اتخاذ إجراءات مجدية للتقليل من هذه الظاهرة.
المواصفات
هناك جملة من المواصفات المطلوبة تتحرك على أساسها الوسيطات لاستقطاب الضحايا. وهي مواصفات مرتبطة بالجمال والسن ولون البشرة وغيرها. وهناك مواصفات خاصة جدا يطلبها بعض الزبائن بالخليج وعلى رأسها فتيات لازلن محتفظات ببكارتهن، وهي طلبات خاصة يتم التعامل معها كل حالة على حدة خلافا للطلبات الأخرى. وغالبا ما يتم فبركة مسرحية زواج أبيض بالمغرب على أساس أن تكون ليلة الدخلة بالخليج. لاسيما وأن هناك بعض الزبائن الخليجيين الوازنين الذين يعشقون فض بكارة الفتيات صغيرات السن.
يقوم الوسيط "المركزي بتحديد المواصفات الواجب اعتمادها من طرف الوسيطات الفرعية والتي على قاعدتها يتم اختيار الضحايا. وهكذا يتم تحديد السن والقامة والهيأة ولون البشرة ولون الشعر وغير ذلك من المواصفات، والأكيد هو أنه لا تقبل أي فتاة وإنما عليها أن تكون منطبقة للمواصفات المحددة أو قريبة جدا منها، ما عدا بخصوص بعض أوكار الدعارة التي تدار من طرف بعض المغربيات بالخليج.
أماكن اصطياد الضحايا
إن عملية انتقاء الضحايا واصطياد من منهن تفي بالمواصفات المحددة سلفا، غالبا ما تتم في الحمامات العمومية وصالونات الحلاقة ومحلات بيع الماكياج والملابس الجاهزة وبعض مخادع الهاتف وبعض المقاهي التي تردادها الفتيات. ومن الفضاءات المستغلة كذلك بعض المؤسسات التعليمية، كما يتم التنقيب على الضحايا باستغلال مختلف علاقات الصداقة والزمالة والجوار من طرف الوسيطة.
أساليب اصطياد الضحايا
من الأساليب التي كانت متبعة في السابق ولم تثر أي شبهة في البداية، أسلوب الإعلان على أرقام هاتفية للدردشة أو النكتة أو معرفة البخت، وكانت في مرحلة من المراحل لا تخلو منها أي صحيفة، وقد أسقطت أكثر من ضحية.
كما تم استعمال كذلك إعلانات عن طلب مربيات ونادلات ومرشدات سياحيات أو يد عاملة نسوية مع تحديد السن وبعض المواصفات الأخرى، وهي إعلانات كانت تنشرها الجرائد الوطنية دون علمها بالمقلب.
وبعد أن انكشفت حقيقة بعض الأرقام الهاتفية المنشورة على الصحف بدأ الاعتماد على الوساطة إذ يتكلف شخص بربط علاقات مع وسائط (إناث وذكور) لاستدراج الضحايا في سرية ودون ضجيج، لاسيما بعد أن اهتمت الصحافة المستقلة بدعارة الخليجيين بالمغرب وبعد أن كثرت فضائحهم في هذا المجال، وكذلك بعد تسليط الأضواء الكاشفة على السياحة الجنسية والسواح الخليجيين القاصدين للمغرب من أجل المتعة والعبث بأجساد المغربيات.
ولا زالت الوساطة هي الأسلوب الأكثر إتباعا إلى حد الآن لاصطياد الضحايا. واعتبارا لانفضاح جملة من الصفقات بهذا الخصوص، شرعت شبكات الدعارة الخليجية في الاهتمام بمغربيات تمكنّ من السفر إلى أوروبا ويعشن في أوضاع قاسية هناك. كما أنه عندما زادت الأمور صعوبة شرع في الاعتماد على مسرحيات زواج خليجيين بمغربيات بالمغرب وتصديرهم إلى الخليج لممارسة الدعارة، إلا أن مثل هذا الأساليب أضحت أكثرة كلفة من الأولى.
وآخر الأساليب المتبعة حاليا لاصطياد الضحايا لترحيلهم إلى الخليج لممارسة الدعارة شركات تيسير الزواج في الشرق الأوسط والتي تنشط كثيرا على شبكة الانترنيت بعيدا عن أي مراقبة. وفي هذا الصدد بدأت جملة من التساؤلات تنسج حول مجموعة من شركات "التواصل والإشهار" نتجت كالفطريات مؤخرا، يقال أن لبعضها يد في تسهيل تجارة الرقيق الأبيض بطرق غير مباشرة. شهادات حية بلسان من اكتوين بلهيب جحيم الخليج
هناك العديد من المغربيات سافرن إلى دول الخليج بعقد عمل لمزاولة مهنة مربية أو حلاقة أو مرشدة سياحية أو نادلة، لكن اضطررن لامتهان الدعارة بعد أن تعرضن لسوء المعاملة والتجويع والإهانة والتعذيب أفقدهن الاعتراض على طلبات رجال ونساء احتجزوا جوازات سفرهن. وقد انتهى الأمر بجملة من الحالات إلى الانتحار بعد أن تحولت حياتهن إلى جحيم بمجرد أن وطأت أقدامهن أرض الخليج. فلم يعد المرء يستغرب لسماعه فضائح الدعارة بالخليج العربي أو فضائح الخليجيين الجنسية بالدول العربية ومن ضمنها المغرب. ففي أغلب المدن الخليجية، كلما ولجت أحد الفنادق أو ملاهي تعرض عليك مغربيات، ولم تعد قضايا شبكات تهجير مغربيات لامتهان الدعارة رغما عنهن قضية صحافة وصحفيين، وإنما أضحت قضية الضحايا أنفسهن حينما قرر بعضهن الخروج عن صمتهن.
علما أنه كلما برزت إحدى الفضائح بهذا الخصوص يتم البحث على إخماد لهيبها بكل الوسائل الممكنة لغض الطرف على تفاصيلها وتجلياتها والتستر على كبار المتورطين فيها. لكن بعض الضحايا قررن الكشف على ما في جعبتهن بعد أن انتصرن على هاجس الخوف الذي كان يسكنهن. و الوقائع الواردة في هذا الملف ليست من نسج الخيال و إنما هي شهادات حية و مشاهد عايشتها جملة من المغربيات فتحن صدورهن لأسبوعية المشعل و روين بألسنتهن بعض ما عانيناه في قلب الجحيم .