[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ثم انتقل المصنف إلى النقطة الثانية فقال:
الأدلة التي يستمد منها الفقه أربعة، الكتاب والسنة ومعهما الأصل الذي خوطب به المكلفون، وانبنى دينهم عليه، والإجماع والقياس الصحيح، وهما مستندان إلى الكتاب والسنة. هذا كلام واضح، وهو أن الأدلة التي يستند إليها في إثبات الأحكام أربعة: الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وقد وصف الشيخ -رحمه الله- القياس بقوله: القياس الصحيح إشارة إلى أن القياس منه ما هو صحيح، ومنه ما ليس بصحيح، والسبب في هذا، أن القياس له شروط فإن تحققت شروطه فهو صحيح، وإن تخلف شرط منها فليس بصحيح.
ولعله يكون هناك إشارة إلى هذه النقاط -ولو بإيجاز- عندما نتكلم على القياس؛ لأن المصنف -رحمه الله- ذكر القياس فيها، سيأتي -إن شاء الله-، ولكنه اقتصر على معلومات بسيطة جدا.
ثانيا الشيخ ذكر: أنه لا بد أن يكون القياس أو وصف القياس والإجماع بأنهما مستندان إلى الكتاب والسنة، وهذا حق، فإن الإجماع مع أنه من ضمن الأدلة، لا بد أن يستند إلى دليل من كتاب أو من سنة، إذ لا يجوز للمجتهدين في أي عصر من العصور أن يجمعوا بمحض رأيهم على حكم شرعي، هذا لا يجوز، فلنعلم أن أي مسألة مجمع عليها لا بد فيها من دليل، لكن قد نعلم الدليل، وقد لا نعلم الدليل.
وهنا قد ينقدح سؤال، وهو إذا كان الإجماع يستند إلى دليل ما فائدة الإجماع؟ يكون المعول على إيه؟ على الدليل ما فائدة الإجماع؟ والجواب على هذا أننا وإن اشترطنا أن الإجماع يستند إلى دليل، فالإجماع له فائدة، ويحضرني فائدتان.
الفائدة الأولى: أن الإجماع على مقتضى الدليل يدل على أن الدليل غير منسوخ، أي مسألة مجمع عليها وفيها دليل اجزم يقينا بأن الدليل هذا غير منسوخ؛ لأنه لو نسخ لبطل مقتضى الإجماع.
الفائدة الثانية: أن الإجماع يقوي الدليل، مثاله قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها </A>
هذا خبر آحاد، لكن قام الإجماع على مقتضى هذا الدليل، فماذا استفاد الدليل؟ قوي بهذا الإجماع.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال: فالفقه من أوله إلى آخره لا يخرج عن هذه الأصول الأربعة، وأكثر الأحكام المهمة تجتمع عليها الأدلة الأربعة. يعني كوجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج ومسائل أخرى، تجد أن العلماء يقولون: والدليل على وجوب كذا أو على تحريم كذا الكتاب والسنة والإجماع والقياس، أو بعضهم يقول: والمعنى.
فتجتمع الأدلة الشرعية في أحكام من الشريعة الإسلامية، ولا ريب أن الحكم الشرعي إذا اجتمعت عليه الأدلة الأربعة، يكون في أعلى درجات القوة، قد تدل عليه نصوص الكتاب والسنة ويجمع عليها العلماء، تدل عليها نصوص الكتاب والسنة، ويجمع عليها العلماء، ويدل عليها القياس والصحيح، لما فيها من المنافع والمصالح، إن كانت مأمورا بها، ومن المضار إن كانت منهيا عنها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]والقليل من الأحكام يتنازع فيها العلماء، وأقربهم إلى الصواب فيها من أحسن ردها إلى هذه الأصول الأربعة. يعني يوجد في الشريعة أحكام تنازع العلماء عليها، وهي التي ليس عليها دليل واضح وبين، أو عليها دليل، ولكن يختلف العلماء في كيفية استنباط الحكم من الدليل، وأوضح من ضرب بسهم وافر في توضيح هذه الجزئية ابن تيمية -رحمه الله- في كتابه "رفع الملام عن الأئمة الأعلام".
فالمقصود بهذا أن يوجد أحكام شرعية، وهذا أكثر ما يكون في الفروع، فروع في الصلاة أو في الصيام أو في الزكاة، ليس عليها دليل واضح وبين، ولكن أسعد الناس بذلك، من استطاع بأي طريق من طرق الاستدلال، أن يرد هذه المسألة المختلف فيها إلى دليل من الأدلة الأربعة، التي مضى ذكرها.
ثم شرع الشيخ -رحمه الله- في تفاصيل تتعلق بهذه الأدلة الأربعة، وأنا أقول تفاصيل يعني بحسب هذا المتن المختصر؛ لأني قلت لكم في الليلة الماضية: إن هذا متن مختصر؛ ولهذا الشيخ -رحمه الله- اعتمد فيه على أهم المسائل الأصولية من جهة، وحذف الدليل من جهة أخرى؛ ولهذا لم يذكر الشيخ -رحمه الله- ولا دليلا واحدا في هذه الرسالة، وكل ذلك طلبا للاختصار
.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
بدأ الآن بالدليل الأول قال:
أما الكتاب فهو هذا القرآن العظيم كلام رب العالمين. دليل هذا واضح، يعني الدليل على أن القرآن هو كلام الله -سبحانه وتعالى- هو إعجازه الذي أخضع وأذل رقاب الفصحاء من العرب، وتحداهم أن يأتوا بمثله، فلم يستطيعوا، فإعجاز القرآن وكونه خارجا عن طوق البشر، وعن قدرة البشر، دليل على أنه من كلام الله -سبحانه وتعالى-، مع أن القرآن ما أتى ولا بحرف واحد زائد عما تتكلم به العرب، الحروف هي الحروف.
ولهذا الله -جل وعلا- لما ذكر في أوائل بعض السور الأحرف المقطعة، جاء بعدها ذكر القرآن، أو ذكر الكتاب، وهذا -والله أعلم- فيه إشارة إلى التحدي والتعجيز، كأنه يقول: إن هذا القرآن الذي تقرءونه مؤلف من هذه الأحرف، حاء، ميم، قاف، صاد، ألف، لام، ميم، يأتي ذكر القرآن مباشرة، فهذا أعظم دليل على أن القرآن كلام الله -سبحانه وتعالى-.
وهذا إضافة إلى الإخبار بأنه كلام الله، هذه أدلة أخرى، لكن الدليل على أنه من كلام الله -سبحانه وتعالى- هو إعجازه وفصاحته وبلاغته التي هي خارجه عن طوق البشر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
نزل به الروح الأمين على قلب محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين، للناس كافة في كل ما يحتاجون إليه من مصالح دينهم ودنياهم.
ثم ذكر المصنف -رحمه الله- ثلاثة أوصاف من أوصاف القرآن، فقال: وهو المقروء بالألسنة. هذا الوصف الأول، ومعنى المقروء بالألسنة، يعني المتعبد بتلاوته، سواء كانت التلاوة في داخل الصلاة أو في خارجها.
المكتوب في المصاحف؛ لأن الله -جل وعلا- تكفل بحفظ هذا القرآن من اندراسه وضياعه، ومن وسائل حفظه أنه كتب في المصاحف.
الخصيصة الثالثة -وهي من أعظم خصائص القرآن-: "المحفوظ في الصدور" وهذه خصيصة لهذه الأمة ليست لغيرها من الأمم؛ ولهذا ورد في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه أن الله -جل وعلا- قال لنبيه -صلى الله عليه وسلم-:
وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء </A>
هذا جزء من حديث في صحيح مسلم، ومعنى لا يغسله الماء، يعني أن القرآن ليس محفوظا في أوراق فقط، بحيث أنه يأتي وقت من الأوقات على ها الأوراق دي يأتي عليها ماء ويغسل المكتوب ويزول، بل القرآن محفوظ في الصدور.
إذن هذا الحديث فيه إشارة على أن الله -جل وعلا- أكرم هذه الأمة بهذه الكرامة العظيمة، وهي حفظ هذا القرآن في صدورهم، تجد الإنسان قد حفظ القرآن في صدره من أوله إلى آخره لا يخرم منه حرفا، هذه من خصائص القرآن.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الذي،
لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ </A>
.
فسر العلماء الباطل هنا بأنه الشيطان، سواء كان من شياطين الإنس أو من شياطين الجن، فليس لأحد سلطان على القرآن، لا يأتيه الباطل من بين يديه يعني لا يستطيع أن يزيد عليه، ولا من خلفه يعني لا يستطيع أحد أن ينقص منه ولو حرفا.
ولهذا ما رام أحد القرآن إلا رجع خائبا وخاسرا على عقبيه؛ لأن الله تعالى تكفل بحفظه بخلاف الكتب المنزلة قبل القرآن، كالتوراة والإنجيل، فإنه قد دخلها التحريف؛ لأن الله -جل وعلا- ما شاء أن تكون كتبا سماوية دائمة، وإنما هي شرائع مرهونة بوقتها انتهت في زمانها؛ ولهذا جاء القرآن ناسخا لها ومهيمنا عليها، نعم، اعتبروها وصفا رابعا يعني أن من صفات القرآن أن الله -جل وعلا- حماه كما تكفل بحفطه كما تكفل بحمايته، وقد تكون حمايته نوعا من أنواع حفظه أو من أنواع التكفل بحفظه.
<td align=left width=25 cellpading="0" cellspacing="0"> |
</FONT>
<td align=left width=25 cellpading="0" cellspacing="0"> |
.