عابَ بعضُ النقاد القدامى على صفيِّ الدين الحلي إيثارهِ للسهلِ من الألفاظِ وبعدهِ عن الكلماتِ الصعبة، فقالوا في نقدِ ديوانهِ: ( إنهُ لا عيبَ فيهِ إلا أنهُ خالٍ منَ الألفاظِ الغريبةِ ) فدافعَ عن نفسهِ دفاعًا طريفًا ظريفًا.
إنّمـا الحَيزَبونُ والدّردَبيسُ، والطَّخَـا والنُّقـاخُ والعَطلَبيــسُ
والسّبَنتَي، والحَقصُ، والهِيقُ، والهجـرسُ والطرقسانُ والعسطـوسُ
لغـة ٌ تنفـرُ المسامـعُ منهـا حيـنَ تُروى وتَشمَئـزّ النّفـوسُ
وقبيـحٌ أن يذكـرَ النافرُ الوحـ ـشيءّ منهـا ويتركَ المأنـوسُ
أيـنَ قَولـي هـذا كثيبٌ قَديـمٌ، ومَقالـي عَقَنقَـلٌ قَدمُـوسُ
لـم نجـدْ شادياً يغني قفا نبـ ـكِ على العُودِ، إذ تُدارُ الكؤوسُ
لا ولا مَـن شَـدا أقيمُوا بَني أُمتي، إذا مـا أُديـرَتِ الخَندَريـسُ
أتُرانـي إن قُلتُ للحِـبّ يا عِلْـ ـقٌ درَى أنـهُ العزيـزُ النفيسُ
أو إذا قلتُ للقِيامِ جُلـوسٌ، علـمَ الناسُ مـا يكـونُ الجلـوسُ
خَـلّ للأصمَعـيّ جَـوبَ الفَيافـي، في نَشافٍ تَخِفّ فيهِ الرّؤوسُ
وسؤالَ الأعرابِ عن ضيعة ِ اللفـ ـظِ إذا أُشكِلَتْ علَيهِ الأُسُوسُ
دَرَسَتْ تِلكُـمُ اللّغاتُ وأمسَـى مَذهَبُ النّاسِ مـا يَقولُ الرّئيسُ
إنّمـا هـذِهِ القُلـوبُ حَديـدٌ، ولَذيـذُ الألفـاظِ مِغناطيـسُ