حدث هذا سنة 2003، وكان المرض جديد، أثير حوله العديد من التساؤلات العلمية حينها ؟؟ Neurofibromatose chez le porc وصنف تحت باب ( الورم العصبي الليفي في الخنازير )
|
صورة لخنزير من كندا أصيب بمرض MAP |
ومازال هذا المرض -ولحد الآن- تحت دراسات وأبحاث متخصصة للوقوف على جميع مخاطره ومضاعفاته وأسباب تكاثره هكذا في جسم الخنزير؟!
2- فيروس PCV2 المسبب لأعراض مرض MAP :
مرضMAP يطلق عليه علمياً اسم Maladie de l’Amaigrissement du Porcelet، وهو مرض الهزال الخاص يصيب الخنازير الصغيرة بعد الفطام، اكتشف لأول في مزرعة خاصة غرب كندا، حيت لاحظ كل من د. (جون هاردينغ ) ود. (ادوارد كلارك ) زيادة غربية في تخلف النمو لدى هذا القطيع، مع هزال خاص وارتفاع نسبة الوفيات في فترة ما بعد الفطام ،وأعراض لآفات لمفاوية خطيرة ومجهريه.
وفي سنة1997 اكتشف كل من د.(هاردينغ) و(كلارك) بمساعدة د.( جون إليس) أن الآثار اللمفاوية. Circovirus PCV2 السبب فيه فيروس أطلق عليه لقب الفيروس الخنزيري.
| |
طحال خنزير مصابة بمرض MAP | صورة مجهرية لفيروس PCV2 |
وفي دراسات أخرى "مصلية" أجريت، أثبتت أن هذا الفيروس كان متواجد من قبل في اسبانيا (سنة 1969 )، ثم شهد انتشاراً كبيراً في بداية الثمانينات في نفس البلد، لدى حظائر الخنازير المنزلية، وفي التسعينات كان مرض MAP معروفاً ومنتشراً في كل أنحاء العالم بمضاعفاته الخطيرة !!
ولقد وضع الخبراء عدة فرضيات مسببة لهذا المرض، كان أهمها القابلية الجينية المؤهلة للخنزير لهذا الفيروس، والفرضية الثانية في تفاعل الخنزير مع ظروف المزرعة والبيئة المحيطة به.
ولعل أخطر ما في موضوع هو أن هذا الفيروس يمكن أن يفرزه الخنزير من مختلف مناطق جسمه ( في البراز والبول والمني، ومخاط الأنف واللعاب وعلى سطح اللوزتين ..الخ )، بما يشكل خطورة كبيرة على كل المحيطين به، وبالأخص إذا عرفنا وكما قلنا أن الخنزير هو بيئة محفزة لنمو سلالات جديدة أخرى من الجراثيم؟ فكيف سيكون الوضع على من يسهرون على تربية هذه الحيوانات والأدهى على من يتناولونها؟!
أما مسار الدخول هذا الفيروس إلى جسم الخنزير هو عبر المسار الأنفي والحنجرة، مما يعني أيضا سرعة انتشاره وانتقاله لدى خنازير أخرى ومحيطه.
ولقد صنف العلماء -على أثر هذا - هذا الفيروس من قائمة أصعب الفيروسات التي يمكن أن تصيب الخنزير.
3- إيبولا ريستون لدى الخنازير والبشر في الفلبين:
في 3 شباط/فبراير2009 أعلنت منظمة الصحة العالمية حالات خطرة من انتقال مرض إيبولا virus Ebola ريستون لأشخاص هم عاملان زراعيان في
مقاطعة بولاكان، وعامل زراعي في مقاطعة بانغاسينان بالفلبين، وتبيّن من الملاحظات والدراسات التي أجريت في مجال فيروس إيبولا ريستون، أنّ الفيروس أظهر قدرة على الانتقال إلى البشر، حيث وعدت منظمة الصحة العالمية حينها، ومع الهيئات الدولية الشريكة، تقديم الدعم اللازم إلى الحكومة الفلبينية فيما تبذله من جهود بغية تحسين فهمها لفيروس إيبولا ريستون وما يخلّفه من آثار على البشر والإجراءات التي يجب اتخاذها للحدّ من أيّة مخاطر صحية قد تلمّ بصحة الإنسان بسببه.
4- أهم الطفيليات المتواجدة لدى للخنزير:
و نمر هنا مروراً سريعاً على أهم الطفيليات التي يعرفها جسم الخنزير،
وهي:
- Ascaris suum
- طفيلية la trichuroseب (Trichuris suis)
Ascaris suum (œufs) Trichuris suis Isospora suis
ولعل أهم وأخطر ما في هذه الطفيليات، أن بيضها يفرزه الخنزير في برازه، فيتكاثر عبر دورة طفيلية لدى المضيف الخارجي، لذلك ليس من السهل مراقبة دائمة لهذا البراز، ولا السيطرة على هذه الدورة الطفيلية.
5-الخنزير ودوره في الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي من نوع E لدى الانسان
أثيرت هذه الدراسة في فرنسا، بعدما لوحظ وفي السنوات الأخيرة، ارتفاع عدد المصابين بفيروس التهاب الكبدE، والملاحظة أثيرت حول شخصين أصيبا بمرحلة اليرقان فقط 4 أسابيع بعد أكلهم للحم الخنزير المجفف، هذه الملاحظة قادت فريق الخبراء للقول أن استهلاك لحوم الخنازير النيئ يمكن أن تكون مصدرا لعدوى التهاب الكبد الوبائي المتفشي في فرنسا.
* ولعدم الإطالة فإننا نكتفي بما عرضنا الآن من نماذج لتلك الأمراض والفيروسات الخطيرة، التي يمكن أن يحتويها جسم الخنزير، والتي يمكن أن نستنتج منها ملاحظة عظيمة وخلاصة هامة: بأنه لا يصلح في أي من الأحوال أن ننزل هذه الخنازير في منزلة الحيوانات والدواجن المنزلية، التي يصلح تربيتها في المزارع،أو العيش معها في محيطنا، أو استهلاك لحومها، فأينما هبت وذبت تحمل معها الوباء، وتزرع الهلاك والفناء!!
وسيسأل سائل لما خلقها الله تعالى إذن؟ لكي تقتل ؟؟( فهكذا يكون سؤال بعض المتكبرين على ما أنزل الله من حق، وشرع من حد )، وللرد: نقول ما من شيء خلقه الله تعالى إلا ولهو وظيفة ودور على وجه هذه الأرض وفي هذا الكون، والإخلال بأي وظيفة من هذه الوظائف ينتج عنه إخلال كبير لمنظومة ودورة الحياة في كل الأرض وكل الكون: يقول الحق تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )(الروم: 41).
ويقول الحق تعالى: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)( المؤمنون: 71)
فالخنازير خلقها الله تعالى لتبقى في بيئتها داخل الغابات، وبعيداً عن الأماكن السكنية الحضرية، تعيش في تجمعاتها الخاصة التي تختارها هي، بما يناسب والقيام بوظائفها، ولعل من أهم هذه الوظائف، أن هذه الحيوانات تتغذى كثيراً على القمامات والمخلفات والجيف والميتة، فلما إذن نقحمها في بيئتنا الحضرية؟ ونغير مسارها وطريقة عيشها....؟ ونتدخل ونخل هذا الإخلال العظيم بمنظومة ودورة الحياة في الأرض؟ فالإنسان هو مصدر الفساد بما يفعل وتقدم يداه ؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.