ربان السفينة عـضـو فـعــال
عدد الرسائل : 52 المدينة : تطوان تاريخ التسجيل : 16/05/2009
| موضوع: لعلها تبكيك ... لا تتوانى في الدخول الخميس 18 يونيو - 17:17 | |
| لله ذًرك يا ابن الخطاب ... حقا لقد دفنن سعادة الايمان والاسلام في كفنك يا عمر </SPAN></SPAN></STRONG> جيل لن </SPAN>يتكرر</SPAN></STRONG> أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه قال عمر: ما هذا</SPAN></STRONG> قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا</SPAN></STRONG> قال: أقتلت أباهم ؟</SPAN></STRONG> قال: نعم قتلته !</SPAN></STRONG> قال : كيف قتلتَه ؟</SPAN></STRONG> قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً</SPAN></STRONG> ، وقع على رأسه فمات...</SPAN></STRONG> قال عمر : القصاص .... الإعدام</SPAN></STRONG> .. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن</SPAN></STRONG> أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟</SPAN></STRONG> ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا</SPAN></STRONG> يحابي أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،</SPAN></STRONG> ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه ..</SPAN></STRONG> قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به</SPAN></STRONG> السماوات والأرض أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في</SPAN></STRONG> البادية ، فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،</SPAN></STRONG> والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا</SPAN></STRONG> قال عمر : من يكفلك</SPAN></STRONG> أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟</SPAN></STRONG> فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا</SPAN></STRONG> داره ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست</SPAN></STRONG> على عشرة دنانير، ولا على أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على</SPAN></STRONG> الرقبة أن تُقطع بالسيف ..</SPAN></STRONG> ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن</SPAN></STRONG> أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه</SPAN></STRONG> وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً</SPAN></STRONG> هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ،</SPAN></STRONG> ونكّس عمر رأسه ، والتفت إلى الشابين :</SPAN></STRONG> أتعفوان عنه ؟</SPAN></STRONG> قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..</SPAN></STRONG> قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!</SPAN></STRONG> فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ،وقال:</SPAN></STRONG> يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله</SPAN></STRONG> قال عمر : هو قَتْل ،</SPAN></STRONG> قال : ولو كان قاتلا!</SPAN></STRONG> قال: أتعرفه ؟</SPAN></STRONG> قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟</SPAN></STRONG> قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،</SPAN></STRONG> فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاءالله</SPAN></STRONG> قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!</SPAN></STRONG> قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...</SPAN></STRONG> فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع</SPAN></STRONG> أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ...</SPAN></STRONG> وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ،</SPAN></STRONG> وفي العصرنادى في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ،</SPAN></STRONG> واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين</SPAN></STRONG> الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!</SPAN></STRONG> وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها</SPAN></STRONG> ، وسكتالصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.</SPAN></STRONG> صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد</SPAN></STRONG> لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب</SPAN></STRONG> بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا</SPAN></STRONG> تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس</SPAN></STRONG> دون أناس ، وفي مكان دون مكان...</SPAN></STRONG> وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر</SPAN></STRONG> المسلمون معه</SPAN></STRONG> فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما</SPAN></STRONG> عرفنا مكانك !!</SPAN></STRONG> قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من</SPAN></STRONG> الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي</SPAN></STRONG> كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل..</SPAN></STRONG> وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس</SPAN></STRONG> فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟</SPAN></STRONG> فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس</SPAN></STRONG> فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟</SPAN></STRONG> قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..</SPAN></STRONG> وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !</SPAN></STRONG> قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ....</SPAN></STRONG> جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ،</SPAN></STRONG> وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته</SPAN></STRONG> ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك ..</SPAN></STRONG> وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....</SPAN></STRONG> قال أحد المحدثين :</SPAN></STRONG> والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام</SPAN></STRONG> في أكفان عمر!!.</SPAN></STRONG>
</SPAN></SPAN></SPAN>
</SPAN>
| |
|