أمير البحر admin
عدد الرسائل : 881 المدينة : تطوان تاريخ التسجيل : 21/08/2008
| موضوع: من طرائف الحطيئة الثلاثاء 16 يونيو - 19:15 | |
| الحطيئة (.. – 30 هـ )
ترى ماذا يكون رد فعل أحدكم إذا قابل رجلاً رث الثياب دميم الملامح قصيراً يكاد يكون قزماً بارز الفك، أسنانه غير منتظمة؟ لا شك أنك ستصاب بالاشمئزاز منه، وإذا أخبرك أحدهم أن هذا الرجل مجهول النسب فسوف يزداد سخطك عليه أما إذا زاد صاحبك في تعريفك به فقال أن اسمه الحطيئة وهي تصغير للحطأة فلا شك أنك ستتأكد من أن المساوىء قد اكتملت في هذا الرجل فلا الشكل ولا الإسم يبشران بخير، لكن احذر يا صديقي فهذا البدوي رث الهيئة مجهول النسب قذر الإسم شاعر من أعظم شعراء العربية وقد كان الهجاء عنده هواية واحترافا فلم يدع أحداً لم يهجه حيث هجا نفسه وأباه وأمه وهجا الزبرقان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجا زوج أمه وأضيافه، وكان يعلم أن الهجاء المقدع هو الذي يجعل الناس يضحكون من المهجو فيزيد آلامه النفسية، وكان الناس يعطونه عملاً بمبدأ "أطعم الفم تستحي العين".
الحطيئة يهجو نفسه
ذات يوم خرج الحطيئة إلى قارعة الطريق يبحث هنا وهناك بحثا عمن يهجوه فلم يجد ولما ضاق عليه ذلك كتم غيظه ي صدره وأنشأ يقول:
أبت شفتاي اليوم ألا تكلما *** بشر فما أدري ما أنا قائله أرى لي وجهاً شوه الله خلقه *** فَقُبِّحَ من وجه وقُبّح حامله
الحطيئة يهجو أمه
ذات يوم وجدته أمه جالساً شارد الذهن فأرادت أن تخفف عنه فجلست إلى جواره تسأله عن سبب شروده فانطلق كالثور الهائج بعيداً عنها وهو يصرخ فيها:
تنحى واجلس عني بعيداًً *** أراح الله منك العالمينا ألم أظهر لك البغضاء مني *** وإني لا أخالك تعقلينا أغر بالاً إذا استودعت سراً *** وكانوناً على المتحدثينا حياتك ما علمت حياة سوءٍ *** وموتك قد يسر الصالحينا
هجاؤه لزوج أمه
فلما رآه زوج أمه يهجوها بهذا الهجاء المقذع خرج إليه يسأله عن سبب نهره وسبه لها ويعنفه على ذلك فصرخ في وجهه هو الآخر:
لحاك الله ثم لحاك حقاً *** أبا ولحاك من عم وخال فنعم الشيخ أنت لدى المخازي *** وبئس الشيخ أنت لدى المعالي جمعت اللؤم لا حياك ربي *** وأبواب السفاهة والضلال
هجاؤه لضيفه
حتى ضيفه الذي له حق الإكرام أكرمه على طريقته والمرء بالذي يجود وليس عنده أغزر ولا أوفر من الهجاء فهو في سعة من السباب والسفالة وها هو نصيب الضيف منه:
وسلم مرتين فقلت مهلاً *** كفتك المرّة الأولى السلاما ونقنق بطنه ودعا رؤاساً *** لما قد نال من شبعٍ وناما
آخر شعره:
كان آخر ما قال الحطيئة من شعر قبل وفاته في هجاء نفسه:
لا أحـــــــدَ ألأمَ ... هجــــا بنيه وهجــــا مِـــــــــــــــــنْ ... المريَّـــــــه حُطيئــــــــــــه من لؤمه مات على فُرَيَّــــه
| |
|