يمشين باستحياء وهن بلا حياء
بسم الله الرحمن الرحيم :
قد يحزنني ويشجيني رؤية بعض بنات المسلمين اللواتي حدن عن طبعهن وجبلتهن ، ولججن في مستنقعات التبرج والعري ، وقد أقبلن على هذه الشبكة الإنترنيتية يجلن ويصلن في غرف الدردشة ، او ما يسمى بـ( الشات) ، ويخف حزني وشجني لأنني أعلم انهن قبل ذلك قد تمردن على الله بنزع حجابهن واستئصال بذرة الحياء من قلبوهن ، فلا عجب إن ولجن إلى هذه الغرف الساقطة الداعية إلى الزنا والخنا جهرا ، ولكن المصيبة التي لا عزاء لها ،والصيلم التي لا سلو عنها ، هي انكباب بعض من بنات المسلمين اللواتي وسمن بالالتزام و وصفن بالاستقامة على هذه المواقع .
فتجدهن يحادثن من هب ودب من الرجال او من الفتيات المنغمسات في الرذيلة ..،
فهي تكالم الشباب وتارة تضاحكم واخرى تغازلهم ، وهي الاخت المستقيمة التي تغدو في حجابها وتروح في سترها ، ولكن إذا اخْتَلَتْ ، وامام الجهاز جلست ، لم يبق من عفتها إلا ذلك الخمار الأسود الذي تتبجح به في غدواتها و روحاتها ،أو ذاك الإسدال و النقاب ، الذي ينبئ عن حياء منقوب و عفة مثلومة ،
نعم أختاه ..، مظاهر العفاف ومعالم الطهر أمر مطلوب ومرغوب ، بلهُ واجب بأمر الله و رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكن هل معناه وقر في القلب و استوطن سويداءه..؟
إني أقول هذا ،وقد ألفيت التي تفيأت من الإسدال بوارف الظلال ، والتي رأت في الخمار خير دثار ، والتي أربت عليه بالنقاب... ،إذا خرجت أمام الناس مشت باستحياء، وإذا جلست امام الجهاز في الخلاء ، أراقت ماء الحياء ، وإلى الله نبث الشكوى من هذا البلاء.
بينما تجدهن يتذرعن بأسباب واهية ، تدل على وهاء إيمانهن و وهنه ، كقولها: انما أسعى وراء أخ يكون لي زوج الغد ، و ما شاكل هذه التخريفات ، وإن قلتَ لها : هل إذا تزوجت بهذه الوسيلة الرخيصة ، ترضين لبناتك ان ينهجن نهجك ويتزوجن بنفس الوسيلة ؟
فلن تراها إلا وقد طأطأت رأسها ورمقت الأرض بعيون حائرة ، ولم تجد جوابا ..؟
فلكل أمر باب، وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله : ( ..وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهروها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها و اتقوا الله لعلكم تفلحون،) ..،(البقرة،188).
وقد قال الشاعر :
إذا انت اتيت الامر من غير بابه ***ضللت وإن تقصد الباب تهتدي
وما هذه إلا زفرة مكلوم ،وأنة محزون ، ونفثة مصدور ، قد شاقه ما يرى بين صفوف المحسوبات على التدين والاستقامة ،حتى بلغ الامر مبلغا يدمي القلب ويهز الأحشاء ، فكيف بتلك الأخت المتعففة المتحصنة ..؟،والتي لم ترقب في زوجها ذماما ، ولا استحضرت إحاطة الله عز وجل بفعلتها، وهي تجوس في المنتديات و غرف الشات والماسنجر ،همها شاب تحوز إيميله ، ثم تسامره في غفلة من زوجها ، وهذه قصة فتت في كبدي ، و أوهنت عضدي ، سأحكيها ولعل فيها عبرة لمعتبر .
فقد قال لي احد الشباب ممن غرر بهم شيطان الشات والماسنجر:" كنت في كل يوم أَطوَّف في المنتديات الإسلامية -كما يسمونها-...،و أجمع إيميلات الاخوات المشاركات في هذه المنتديات...،وأغلبهن يفرحن بهذا و يردنه ...،وليلة في إحدى المنتديات الكبرى المشهورة... ، ظفرت بإيميل لإحداهن ، ثم اخذت اتكلم معها في مواضع مفيدة ...، وهكذا الشيطان يستدرج الغافلين – مثلي- من باب طلب العلم والإفا دة والاستفادة -..،
ولكن ما فتئ ان تغير مجرى الحديث في مسائل لا يجمُلُ بي ذكرها....، وقد علمت من خلال حديثي معها انها منقبة ، وطلبت منها أن انظر إليها ففعلت، ثم اخذت في الكلام ،حتى صعقت بصاعقة كانت هي قاصمة الظهر،فلقد كنت احادث فتاة متزوجة وزوجها نائم قربها ،وهي في غرفة النوم امام الجهاز تبحث عن من يؤانسها ، لان زوجها ياتي متعبا من العمل ..،فيحيد عن مسامرتها ومؤانستها ..،ليشبع عينيه نوما ..،فلم أجد إلا ان اطفئ الجهاز ،و قد اعترتني دهشة مشوبة بحسرة و حزن ..،مما رأيت وسمعت ..،ولا حول ولا قوة إلا بالله ..،"
وقد حكى لي صاحبي التائب ..،قصص مفجعات و مبكيات و مخزيات ..،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..، ونسأل الله الثبات ، و يحفظ بنات المسلمين .
منقول