وقال زيدان: كان من المفروض أن تكون جمعية حماية اللغة العربية كما هدف مرسوم إنشائها بدور بارز في إعادة الاهتمام بلغة الأمة ، وقد كان لي شرف العمل من خلال هذه الجمعية منذ بداية إنشائها خدمة لهذا الهدف، لكن ما تحقق واقعياً حتى الآن من خلال الجمعية يبدو متواضعاً وأقل بكثير مما هدف إليه قرار إنشائها وذلك لأنها أنشئت بالشكل أكثر من المضمون، كما أنها اهتمت بأداء أدوار غيرها كالمهرجانات والبرامج الثقافية التي تقوم بها اتحادات الكتاب والجمعيات المتخصصة بدل توظيف كل الجهود للقيام بجهد فعال وعملي للقيام بحماية اللغة العربية والقيام بهذا الدور كما كان مأمولاً على مستوى الوطن كله·
وأضاف: مازالت الجمعية حتى الآن تملك مقراً واحداً في الشارقة فقط بدلاً من أن تمتد إلى بقية مدن الدولة وتحرك النشاط أفقياً وعمودياً من أجل هذه القضية السامية والضرورية والتي لا أعتبرها فقط قضية لغة وثقافة وإنما هي أيضاً قضية أمن قومي بالدرجة الأولى لأنه يحافظ على وجود وتماسك المجتمع وعلى هوية وحدود الوطن وانتماءه العربي والإسلامي·
تقوم بمهام غيرها
وأشار إلى أن الجمعية عندما أنشأت مجلة العربية، فإنها بدلاً من توظيفها في بحوثها ودراساتها من أجل تحقيق هدفها في حماية اللغة العربية، فإنها انشغلت بالدراسات الأدبية واللغوية التي تعتبر مهام سواها، مشيراً إلى أن الجمعية تعاني من غياب الفكر النقدي، ما أدى إلى عزلتها وعدم قدرتها على الدخول بعمق في بيئة المجتمع وتحقيق الهدف الذي أنشأت من أجله·
وحول المخاطر التي تواجه اللغة العربية في المجتمع المحلي، أجاب (زيدان): انعكست المعطيات سلباً على مستوى الاهتمام التعليمي والأسري والمجتمعي بلغة الأمة، فقد أصبحت كثير من الأسر تبحث لأبنائها عن المدارس التي تهتم بتعليم اللغة الإنجليزية دون اكتراث بتعليم اللغة العربية، بل أن أسعار المدارس الآن تكاد تتناسب طرداً مع مستوى الأداء باللغة الإنجليزية وحجة الأهل في ذلك أن السوق هو الذي يفرض هذا التوجه وبالفعل تركز إعلانات الوظائف الحكومية أو الخاصة على الاهتمام باللغة الإنجليزية·
دور المدارس السلبي
وأضاف أن المدارس الحكومية ومؤسسات التعليم بشكل عام أصبحت تركز اهتمامها على اللغة الإنجليزية دون العربية ولكن كله لم يؤد إلى وجود طالب متقدم أو متمرس، فقد أثبتت أحدث الدراسات العلمية أن التحصيل العلمي السليم بكافة مراحل الدراسة لا يتحقق بنسبة سليمة وممتازة إلا من خلال اللغة القومية وعندما تنظر إلى جميع الدول المتقدمة نجدها تقوم بالتدريس بلغتها الوطنية· وقال فؤاد زيدان: نعرف أهمية اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة علم وتقدم ونهضة في العصر الحديث، إلا أنني أدعوا إلى أن يكون التعليم كله باللغة العربية في جميع مؤسسات التعليم مع إيلاء اللغة الإنجليزية الأهمية التي تستحقها ولا أجد أي تناقض بين هذين العمودين المعرفيين، بل أن من يخلقون التناقض إما أنهم واهمون وإما أنهم قد خضعوا للغزو الثقافي أو أنهم لا يملكون ثقة كافية بأنفسهم وبثقافاتهم· وأوضح أن هذا الأمر أكثر ضرورة في بيئة كدولة الإمارات حيث يفاقم خلل التركيبة السكانية المشكلة، مشيراً إلى أن مصلحة الوطن ومتطلبات النهضة المعاصرة وبناء الإنسان متكامل الشخصية تدفع كل المخلصين إلى ضرورة إيلاء قضية اللغة العربية وحمايتها وإعادة الاعتبار لها الأهمية التي تستحقها خاصة وان دستور الدولة ينص على انتماء الإمارات العربي على أن لغتها الوطنية هي اللغة العربية وبالتالي فإن أي تهاون في هذا المجال يعتبر تجاوزاً ثقافيا ووطنيا وأخلاقيا .