تحقيق - سامي أبو العز:
أنشئت جمعية اللغة العربية في الشارقة في 28 سبتمبرعام ،1999 بموجب القرار الوزاري رقم 559 بهدف خدمة اللغة من خلال غرس الاعتزاز بها في نفوس أبنائها ، والتوعية بأهميتها في نفوسهم باعتبارها لغة دينهم، بالإضافة إلى حث الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة على تعزيز استخدام اللغة العربية وجعلها الأساس في التعامل والتخاطب والإعلان والعمل على تيسير تعليمها للناشئة ولغير الناطقين بها، وتنظيم المحاضرات والندوات وحلقات البحث للنهوض بها·
وتعد الجمعية هي الأولى من نوعها على مستوى الدولة لكن للأسف الشديد قراراتها وتوصياتها غير ملزمة ما جعلها تلعب في كثير من الأحيان أدواراً غير المرسومة لها وأدى إلى عزلتها وعدم قدرتها على الدخول بعمق في بنية المجتمع والهدف الذي أنشئت من أجله·
فما هو دور جمعية حماية اللغة العربية؟ وماذا ينتظر منها للوقوف بقوة في وجه المخاطر التي تواجه لغتنا العربية·
يؤكد الدكتور رضوان الدبسي مدير جمعية حماية اللغة العربية ومدير تحرير مجلة (العربية) أن مجتمع الإمارات يعاني من تداخل لغوي نظراً للعمالة الوافدة الأجنبية، بالإضافة إلى تداخل اللهجات العربية المختلفة·
وقال إن دور الجمعية مساعد في إصدار توصيات للجهات المسؤولة، مضيفاً أن علينا واجب حماية لغتنا العربية لتكون فضيحة في كل المجالات، وهذا لا يعني أننا غير مسؤولين عن التأكيد على العمل بلغتنا العربية وحمايتها والحفاظ عليها في كل المجالات ونحن دائماً نؤكد على تحصين بيتنا العربي من الداخل وما برز علماؤنا الأقدمون وتفوقوا في علومهم المختلفة، إلا لأنهم تفهموا دينهم فعملوا بأوامر ربهم وسنة رسوله وتمسكوا بلغتهم العربية فنقلوا إليها علوم الدول الأخرى، بعد أن شذبوها ونقحوها، مما يخالف عقيدتنا الإسلامية وتفهموا كيف يخاطبون الآخر، ولنا من موقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم -مع زيد بن ثابت عندما طلب منه أن يتعلم لغة يهود ليكتب الرسول إليهم بلغتهم· وقال (الدبسي) نحن لسنا ضد تعلم لغة أخرى لكن بعد التمكن من لغتنا التي نرجو أن يعود لها دورها الريادي في التعليم على كافة مستوياته·
وأضاف: بدأنا كمرحلة تجريبية بتعليم العربية لغير الناطقين بها، ونعد لتنظيم دورات تعليمية لتعليم مهارات اللغة العربية لمن يرغب·· كما بدأنا بإصدار مجلة (العربية) نهاية العام الماضي، حيث صدر منها خمسة أعداد حتى الآن ونقوم بتوزيعها على الجامعات والمؤسسات والمكتبات·
المحافظة على اللغة
وطالب الدكتور رضوان الدبسي بالمحافظة على اللغة العربية ومظاهرها في كل مكان وخاصة في البيوت والأسواق واشتراط معرفة اللغة العربية لاستقدام العاملين وخاصة خدم المنازل، وفتح معاهد تعليم الأجانب اللغة العربية، وكتابة لافتات المحال التجارية والمؤسسات الخاصة ودعاياتها بالعربية الفصيحة وعدم استخدام الحرف العربي فيها لكلمات أجنبية عنه، والمحافظة على اللهجة الشعبية المحلية بعدم تداخلها مع لهجات غير عربية، مشيراً إلى ضرورة تطوير مهام إدارة المناهج والكتب المدرسية وإثرائها بخبرات المدارس الميدانية ومعلميها، والعمل على تحديث طرائق تعليم اللغة العربية بالاعتماد على التقنية ومراكز التعليم والمختبرات اللغوية بوسائطها المختلفة·
ويؤكد أهمية تطبيق النظريات الحديثة في التعليم وفي المدارس والعمل بنظام المدرسة الحديثة المرتبطة بالبيئة والاهتمام بالتراث المحلي لأدب الإمارات، وتشكيل مجمع اللغة العربية بالإمارات أسوة بالمجامع الأخرى في القاهرة ودمشق·