* منتديات بحر العلوم الإسلامية *


@ مرحبا بكم في منتديات بحر العلوم الإسلامية@


(تفضل بالدخول إذا كنت عضوا_أوقم بالتسجيل للحصول على العضوية)

Arrow اختر من الخانات الثلاث في الأسفل Arrow
* منتديات بحر العلوم الإسلامية *


@ مرحبا بكم في منتديات بحر العلوم الإسلامية@


(تفضل بالدخول إذا كنت عضوا_أوقم بالتسجيل للحصول على العضوية)

Arrow اختر من الخانات الثلاث في الأسفل Arrow
* منتديات بحر العلوم الإسلامية *
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اختر من القائمة الرئيسية


القائمة الرئيسية
المواضيع الأخيرة
» كامل أناشيد أبو الجود هنا جاهزة للتحميل (مع الروابط)
افرايتم ما تحرثون Emptyالإثنين 27 أبريل - 13:36 من طرف يونس ملال

» برنامج رائع لصناعة carte visite ب 2mo ..........................
افرايتم ما تحرثون Emptyالأربعاء 11 مارس - 4:42 من طرف hdada

» مراكــز الهاشمى والعسل الطبيعى
افرايتم ما تحرثون Emptyالأحد 15 فبراير - 23:13 من طرف نورهان

» لطلبة وخريجى المساحة
افرايتم ما تحرثون Emptyالأربعاء 15 أكتوبر - 2:36 من طرف جمعية المساحة

» لطلبة وخريجى المساحة
افرايتم ما تحرثون Emptyالإثنين 15 سبتمبر - 4:50 من طرف جمعية المساحة المصرية

» دعاء المسجون
افرايتم ما تحرثون Emptyالثلاثاء 2 سبتمبر - 9:31 من طرف تالين

» مالك بن الريب يرثي نفسه
افرايتم ما تحرثون Emptyالخميس 27 فبراير - 17:43 من طرف ابوفهد الصحراوي

» البراهين على مغربية الصحراء. للدكتور راغب السرجاني
افرايتم ما تحرثون Emptyالأربعاء 15 يناير - 5:37 من طرف mohammadiya

» كتاب نادر بالصوت لتعلم اللغة الألمانية
افرايتم ما تحرثون Emptyالجمعة 29 نوفمبر - 8:00 من طرف faucon1982

» البرنامج الاحترافي لتعليم اللغة الانجليزية + قاموس ناطق
افرايتم ما تحرثون Emptyالجمعة 29 نوفمبر - 7:51 من طرف faucon1982

» قواعد اللغه الإنجليزيه للمبتدئين
افرايتم ما تحرثون Emptyالجمعة 29 نوفمبر - 7:39 من طرف faucon1982

» تقديم نفسك والرد Introducing Yourself & Replying
افرايتم ما تحرثون Emptyالجمعة 29 نوفمبر - 7:25 من طرف faucon1982

» ملف مترجم وملون للأفعال الناقصة"Modals"
افرايتم ما تحرثون Emptyالجمعة 29 نوفمبر - 6:48 من طرف faucon1982

» احتراف كتابة الرسائل باللغة الانجليزية
افرايتم ما تحرثون Emptyالجمعة 29 نوفمبر - 6:25 من طرف faucon1982

» تعلم نطق اللغة الإنجليزية: عرض بوربوينت مع ملفات صوتية
افرايتم ما تحرثون Emptyالجمعة 29 نوفمبر - 3:57 من طرف faucon1982

» كورس القنصلية البريطانية IELTS_Britich_Council
افرايتم ما تحرثون Emptyالجمعة 29 نوفمبر - 2:55 من طرف faucon1982

» اقوى برنامج لاختبار التوفل toefl
افرايتم ما تحرثون Emptyالجمعة 29 نوفمبر - 2:28 من طرف faucon1982

» أساسيات تعليم اللغة الفرنسية دروس pdf
افرايتم ما تحرثون Emptyالجمعة 29 نوفمبر - 1:17 من طرف faucon1982

» تعلم الفرنسية مع 100 صوت والترجمة بالعربية: 90 م.ب Mp3
افرايتم ما تحرثون Emptyالجمعة 29 نوفمبر - 1:09 من طرف faucon1982

» كتاب الثقافة الجنسية في الإسلام
افرايتم ما تحرثون Emptyالجمعة 29 نوفمبر - 0:55 من طرف faucon1982

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
أبو علي
افرايتم ما تحرثون Vote_rcapافرايتم ما تحرثون Voting_barافرايتم ما تحرثون Vote_lcap 
أمير البحر
افرايتم ما تحرثون Vote_rcapافرايتم ما تحرثون Voting_barافرايتم ما تحرثون Vote_lcap 
المعطاء
افرايتم ما تحرثون Vote_rcapافرايتم ما تحرثون Voting_barافرايتم ما تحرثون Vote_lcap 
الفتى الذهبي
افرايتم ما تحرثون Vote_rcapافرايتم ما تحرثون Voting_barافرايتم ما تحرثون Vote_lcap 
sofian-tet
افرايتم ما تحرثون Vote_rcapافرايتم ما تحرثون Voting_barافرايتم ما تحرثون Vote_lcap 
الجوهرة
افرايتم ما تحرثون Vote_rcapافرايتم ما تحرثون Voting_barافرايتم ما تحرثون Vote_lcap 
أبو محمد القاسمي
افرايتم ما تحرثون Vote_rcapافرايتم ما تحرثون Voting_barافرايتم ما تحرثون Vote_lcap 
أبو ساليم
افرايتم ما تحرثون Vote_rcapافرايتم ما تحرثون Voting_barافرايتم ما تحرثون Vote_lcap 
سفيان الثوري
افرايتم ما تحرثون Vote_rcapافرايتم ما تحرثون Voting_barافرايتم ما تحرثون Vote_lcap 
atif
افرايتم ما تحرثون Vote_rcapافرايتم ما تحرثون Voting_barافرايتم ما تحرثون Vote_lcap 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 46 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 46 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 247 بتاريخ الخميس 14 نوفمبر - 2:27
 
الزوار من أنحاء العالم
free counters
عدد زوار المنتدى
جميع الحقوق محفوظة
2013-1434©
ReD1.TeT

 

 افرايتم ما تحرثون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو محمد القاسمي
عـضـو متألــق
عـضـو متألــق
أبو محمد القاسمي


عدد الرسائل : 243
المدينة : تطوان
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

افرايتم ما تحرثون Empty
مُساهمةموضوع: افرايتم ما تحرثون   افرايتم ما تحرثون Emptyالخميس 21 مايو - 19:07


<table dir=ltr cellSpacing=3 cellPadding=0 width="100%" align=right border=0><tr><td dir=ltr vAlign=center align=right height=11>
]
</TD></TR></TABLE>
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال الله تبارك وتعالى:﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تَحْرُثُونَ*أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ* لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (الواقعة: 63- 65)
ثم قال:﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ*أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ* لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾(الواقعة: 68- 70)


فأدخل اللام على جواب ﴿ لَوْ في قوله:﴿ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا ﴾، ونزعها منه في قوله:﴿ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا ﴾.. ولسائل أن يسأل: لمَ أدخِلت اللام على الجواب الأول، ونزعت منه في الثاني ؟
وللنحاة والمفسرين في الإجابة عن ذلك أقوالٌ، ليس بعضها بأولى من بعض، وتتلخص في أن هذه اللام تدخل في جواب﴿ لَوْ زائدة، والغرض من زيادتها التوكيد، وأما خروجها منه فالغرض منه الإيجاز والاختصار. وأنه لما كان الوعيد بتحويل الزرع إلى حطام أشد وأصعب من الوعيد بتحويل الماء العذب إلى ماء ملح، احتاج الأول إلى تأكيده باللام، دون الثاني.
ويحتجون لذلك بأن الموجود من الماء الملح أكثر من الماء العذب، وأنه كثيرًا ما إذا جرت المياه العذبة على الأراضي المتغيرة التربة، أو السبخة أحالتها إلى الملوحة؛ فلذلك لم يحتج في جعل الماء العذب ملحًا إلى زيادة تأكيد. وأما الزرع فإن جعله حطامًا من الأشياء الخارجة عن المعتاد، وإذا وقع فلا يكون إلا عن سخط من الله شديد؛ فلذلك قرن بلام التأكيد زيادة في تحقيق أمره، وتقريره إيجاده.. إلى غير ذلك من الأقوال، التي لا تفسِّر أسلوبًا، ولا توضح معنى.
ومما يدلك على ضعف هذه الأقوال، وتكلفها في التأويل والتعليل ما ذكره الزركشي من تشبيه التوعُّد بجعل الماء أجاجًا بتوعُّد الإنسان عبده بالضرب بالعصا ونحوه، وتشبيه التوعُّد بجعل الزرع حطامًا بتوعُّده بالقتل. ولما كان الأول أسهل وأيسر، لم يحتج إلى تأكيد، كاحتياج الثاني إليه.
ومما ذكره الدكتور فاضل السامرائي في لمسات بيانية محتجًّا به على أن العقوبة بجعل الزرع حطامًا أشد من عقوبة جعل الماء أجاجًا، أن الماء الأجاج يمكن أن يحول إلى ماء عذب. وذكر أن التهديد لم يأت في الآية بغور الماء كليًّا كما في تهديد جعل الزرع حطامًا، فجاء باللام لتأكيد التهديد في آية الزرع، وحذفها من آية التهديد بالماء.
ولست أدري ما وجه الشبَه بين توعُّد الله تعالى الكفار بجعل ماء السحاب أجاجًا، وتوعُّد الإنسان عبده بضربه بالعصا، وبين توعُّدهم بجعل الزرع حطامًا بتوعُّد العبد بالقتل، حتى يقاس أحدهما بالآخر ؟ ثم إذا كان لدى الناس القدرة على تحويل الماء الأجاج إلى ماء عذب، فما قيمة أن يتوعَّدهم الله تعالى بذلك ؟ ثم كيف يمكن أن نفهَم من جعل الماء أجاجًا أن التهديد في الآية لم يأت بغَوْر الماء كليًّا ؟ وهل جاء التهديد فيها بغور الماء أصلاً، حتى يقال مثل هذا القول ؟
وليت شعري ماذا يقول أولئك الذين لا همَّ لهم سوى الطعن في بلاغة القرآن، وفصاحته، عندما يقرؤون مثل هذه الأقوال في تفسير كلام الله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، فضلاً عن أنه أنزل بلسان عربي مبين؛ ليبين للناس أمور دينهم، ويهديهم سنن الذين من قبلهم، ويرشدهم إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة ؟
ونعود بعد هذا إلى الإجابة عن السؤال، فنقول بعون الله وتعليمه: إن في نزع اللام من جواب ﴿ لَوْ في قوله تعالى:
﴿ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا ﴾
إشارة إلى التعجيل بوقوع العقوبة عقب المشيئة فورًا دون تأخير. وفي إدخالها عليه في قوله تعالى:
﴿ لَوْ نَشَاءُلَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا ﴾
إشارة إلى تأجيل العقوبة لعقوبة أشدَّ منها؛ كقوله تعالى:
﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ﴾(يونس:24)


وقد جعل الله تعالى هلاك المهلَكين من الأمم الطاغية حصيدًا عقوبة لهم، فقال سبحانه:

﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (هود:100)

أي: منها هلك أهله دونه فهو باقٍ، ومنها هلك بأهله، فلا أثر له؛ كالزرع المحصود بالمناجل، بعضه قائمٌ على ساقه، وبعضه حصيدٌ. وحصيدُ هو فَعيلٌ من الحصْد، بمعنى: مفعول، وهو قطع الزرع في إبَّانه، واستئصاله من جذوره. وقد أفاد في الآية السابقة قطع الزرع واستئصاله في غير إبَّانه على سبيل الإفساد، ومنه استعير قولهم: حصدَهم السيفُ.ومنه- كما في مسند أحمد- قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ:وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم.

وعليه يكون المعنى المراد من الآية: لو يشاء الله تعالى، لجعل الزرع، الذي ينبته من الحب حطامًا، عقوبة لهم على شركهم به، وتكذيبهم بآياته؛ ولكن اقتضت مشيئته سبحانه أن يؤجل هذه العقوبة لأشدَّ منها، كان ذلك ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ (الروم:6)، ﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ (الحج: 47).
والمراد من جعل الزرع حطامًا جعله متكسِّرًا قبل الانتفاع به. وأما ما يؤول إليه الزرع من الحطام بعد الانتفاع به فذلك معلوم لكل أحد، ولا يكون التعبير عنه مشروطًا بـ( لو ) الشرطية؛ كما في قوله تعالى:
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾(الزمر:21)


فلإفادة هذا المعنى- أعني: تأجيل العقوبة لأشدَّ منها- أدخلت اللام على جواب﴿لَوْ . هذه اللام، التي أجمعوا على القول بزيادتها للتوكيد، وهم معذورون في ذلك، فأسرار القرآن الكريم أجلُّ، وأعظم من أن تحيط بها عقول البشر !

وأما قوله تعالى عن الماء:﴿ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا ﴾ فالمعنى المراد منه: لو يشاء الله تعالى، جعل الماء المنزَّل من المزن أجاجًا لوقته دون تأخير، فلا ينتفع به في شرب، ولا زرع، ولا غيرهما؛ ولكنه تعالى لم يشأ ذلك رحمة بعباده، وفضلاً منه تعالى عليهم.

أما ما يؤول إليه الماء من الملوحة بعد نزوله من المزن، وجريه على الأراضي المتغيرة التربة، أو السبخة- كما قالوا- فذلك ما لم يُرَدْ من الآية الكريمة، وليس في الإخبار عنه أية فائدة تذكر. ويبيِّن لك ذلك أن الله تعالى قال:

﴿ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا ﴾، ولم يقل:﴿ جَعَلْنَاهُ ملحًا ﴾؛ لأن مياه الأرض كلها تحتوي على نسب من الأملاح متباينة. ومن هنا قلَّ الاقتصار على وصف الماء، الذي لا ينتفع به، بالملح في لغة العرب، وكثيرًا ما كانوا يقرنون هذا الوصف بوصف الأجاج؛ كما كانوا يقرنون وصف الماء العذب بوصف الفرات. وفي ذلك قال الله تعالى:

﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا (فاطر: 12)

فقابل سبحانه بين العذب والملح، وبين الفرات والأجاج. والماء العذب هو الطيب البارد.والماء الملح هو الذي تغير طعمه، وإذا كان لا ينتفع به في شرب، فإنه ينتفع به في غيره. والماء الفرات ما كان مذاقه مستساغًا، يضرب طعمهإلى الحلاوة، بسبب انحلال بعض المعادن والغازات فيه. والماء الأجاج هو الماء الزُّعَاقُ، وهو المرُّ، الذي لا يطاق، ولا ينتفع به في شرب، ولا غيره، لشدَّة مرارته وحرارته، وهو من قولهم: أجيج النار.

فإذا عرفت ذلك، تبيَّن لك سر الجمع بين الملح، والأجاج في وصف ماء البحر؛ إذ لو اقتصر في وصفه على كونه ملحًا، كان مثل أي ماء يجري على التربة المتغيرة، ويستقر في أعماق الأرض. ولو اقتصر في وصفه على كونه أجاجًا، كان ماؤه فاسدًا، لا ينتفع به في شيء مطلقًا.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.bou-khobza.com
أبو محمد القاسمي
عـضـو متألــق
عـضـو متألــق
أبو محمد القاسمي


عدد الرسائل : 243
المدينة : تطوان
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

افرايتم ما تحرثون Empty
مُساهمةموضوع: تابع   افرايتم ما تحرثون Emptyالخميس 21 مايو - 19:09

وكذلك جعل ماء المزن أجاجًا. والمزن هو السحاب الأبيض المثقل بماء المطر، وهو أنقى ماءوأعذب. ولئن اجتمع الإنس والجن بما أوتوا من قوة على أن يعيدوا هذا الماء بعد جعله أجاجًا إلى حالته الأولى، لعجزوا عن ذلك، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا.

ومن هنا كان جعل هذا الماء أجاجًا- أي: شديد المرارة والحرارة لوقته دون تأخير- أدلَّ على قدرة الله تعالى، من جعل الزرع حطامًا، وإن كان الكل أمام قدرة الله سواء. ويدلك على ذلك أن قوله تعالى:
﴿ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا ﴾
قيل على طريقة الإخبار؛ لأن جعل الماء المنزل من المزن أجاجًا لوقته عقب المشيئة، لم يشاهد في الواقع؛ لأنه لم يقع، بخلاف جعل الزرع حطامًا؛ فإنه كثيرًا ما وقع كونه حطامًا بعد أن كان أخضرَ يانعًا، خلافًا لمن زعم خلاف ذلك. فلو قيل: جعلناه حطامًا، بإسقاط اللام؛ كما قيل: جعلناه أجاجًا، لتُوُهِّم منه الإخبار.
ويدلك على ذلك أيضًا أن دخول هذه اللام على جواب ﴿ لَوْ ، لا يكون إلا في الأفعال، التي لا يُتخيَّل وقوعها؛ كما في قوله تعالى:
﴿ قَالُوا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا ﴾(الأنفال: 31). أي: مثل القرآن.


﴿ قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً (فصلت: 14)

﴿ وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ (يس: 66)

﴿ وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ (يس: 67)

﴿ وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (الزخرف: 60)
ونحو ذلك قوله تعالى:
﴿ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا ﴾


فجعل الزرع حطامًا ممّا لا يتخيل وقوعه، وإن كان يقع؛ ولهذا قال تعالى عقِبه:

﴿ فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴾

فأتى بفعل التفكُّه؛ لأن ذكر الحطام يلائم التفكُّه. ومعنى الاعتداد بالزرع، يقتضي الاعتداد بصلاحه وعدم فساده، فحصل التفكُّه.

والمعنى: فظلتم تعجبون من هلاك زرعكم، وتندمون على ما أنفقتم فيه. وقيل: تلاومون، وتندمون على ما سلف منكم من معصية الله، التي أوجبت عقوبتكم، حتى نالتكم في زرعكم. والقولان مرادان يكمل أحدهما الآخر، والدليل على ذلك قوله تعالى:

﴿ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ﴾(الكهف:35)

إلى قوله تعالى:

﴿ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (الكهف: 42)
ألا ترى إلى قولهلفرط غفلته، وطول أمله، واغتراره بجنته:﴿مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ﴾. إنه لم يتخيل هلاكها أبدًا، فلما ظهر له أنها مما يعتريه الهلاك، ندم على ما صنع.
أما جعل الماء العذب أجاجًا فهو مما يتخيل وقوعه، وإن لم يقع. ومثله في تخيل الوقوع، والتعجيل به عقب المشيئة قوله تعالى:
﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (الأعراف: 100)
ولهذا عقَّب تعالى على جعل الماء أجاجًا بقوله:


﴿ فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾

وهو تحضيض لهم على الشكر بإخلاص العبادة لله تعالى وحده على هذه النعمة، التي هي أعظم النعم.

ومثل تهديد الكفار بجعل الماء المنزل من المزن أجاجًا تهديدهم بجعل ماء الأرض غورًا. وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى:

﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ (الملك: 30)

فكيف يمكن القول بعد هذا: إن جعل الماء أجاجًا أسهل وأكثر من جعل الزرع حطامًا، وإنالوعيد بفقد الزرع أشد وأصعب من الوعيد بفقد الماء، فاحتاج الأول إلى تأكيده باللام، دون الثاني ؟ ألا ترى أنه لولا الماء، لما كان هناك زرع، ولا شجر، ولا حيوان، ولا بشر ؟ ألم يسمعوا قول الله تعالى:

﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (الأنبياء: 30)؟
ومما يدلك أيضًا على فساد ما ذهبوا إليه أن من يتأمل الآيات، التي أدخلت اللام فيها على جواب ﴿لَوْ ، يجد أن هذه اللام تقوم مقام السين، وسوف في الدلالة على التسويف في إيقاع الفعل تارة، والمماطلة تارة أخرى. وأوضح ما يكون ذلك في قوله تعالى في صفة الكافرين:
﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾(الأنفال:31)
أي: لو نشاء لقلنا مثل هذا القرآن. وهم لم يقولوا، ولن يقولوا، ولا يمكنهم أن يقولوا؛ ولهذا أتوا بهذه اللام، التي دلت على تسويفهم، ومماطلتهم، وهذا بخلاف قولهم:
﴿ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا (الأنعام : 148 )
لاحظ كيف قرنوا شركهم بالله تعالى، وتحريمهم ما أحل بمشيئته سبحانه مباشرة دون تأخير. ولو قالوا: لما أشركنا.. لدل قولهم على أن شركهم جاء متأخرًا عن المشيئة، فيحتمل حينئذٍ أن يكونوا آمنوا، ثم أشركوا.
ثم تأمل ذلك في بقية الآيات، التي جاء فيها جواب الشرط مجردًا من اللام، والآيات، التي اقترن فيها جواب الشرط باللام، تجدها كلها على ما ذكرت، إن شاء الله ! وإن كنت ممن يتأملون الكلام، ويتلذذون بإدراك أسرار البيان، فتأمل قول كُثيِّر عَزَّةَ:
رهبانُ مَدينَ، والذين عهدتـهم ***يبكون من أثر السجود قعودا
لو يسمعون كما سمعت كلامها ***خرُّوا لعَزَّةَ رُكَّعًا، وسجـودا
ثم لاحظ قولهSad خرُّوا لعَزَّةَ رُكَّعًا، وسجـودا )، تجده قد وقع عقِب سماعهم كلامها، دون تأخير. ثم تأمل قول توْبةَ بن الحُمَيِّر:


ولو أَنَّ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ سَلَّمَـتْ ***علىَّ، ودُونِى جَنْدَلٌ وصَفائـــحُ

لَسَلَمْتُ تَسْليمَ البَشَاشَةِ، أَو زَقَا ***إِليْها صَدًى من جانب القَبْرِ صائحُ

ولاحظ قولهSad لَسَلَمْتُ تَسْليمَ البَشَاشَةِ )، كيف أدخل فيه اللام، التي تدل على المماطلة والتسويف في إيقاع الفعل، الذي لا يتخيل وقوعه. ولو أردت أن تتبيَّن الفرق بين الموضعين، فقارن بين قول أحدهم:

لو جاءني زيد أكرمته... وبين قوله:

لو جاءني زيد لأكرمته.. تجد أن الأول صادق في قوله، والثاني مماطل مسوِّف، ثم تذكر أن القول بزيادة اللام في الثاني للتوكيد من أخطر الأقوال، التي يفسَّر بها كلام الله جل وعلا.. ولهذا أقول: ينبغي أن تسمَّى هذه اللام: لام التسويف؛ لأنها تفيد ما يفيده كلٌّ من السين وسوف، من دلالة على التأخير والتسويف والمماطلة في إيقاع الفعل.
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، فلا علم لنا إلا ما علمتنا، لك الشكر على ما أنعمت، ولك الحمد على ما تفضلت به علينا من نعمة العلم والفهم والدين، وسلام على المرسلين !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.bou-khobza.com
 
افرايتم ما تحرثون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
* منتديات بحر العلوم الإسلامية * :: بحـر العـلـوم الشـرعيـة :: مـلـتـقــى القــرآن وعـلــومه-
انتقل الى: