أبو محمد القاسمي عـضـو متألــق
عدد الرسائل : 243 المدينة : تطوان تاريخ التسجيل : 27/01/2009
| موضوع: أكرم بجيش رسول قائده الخميس 23 أبريل - 15:57 | |
| أكرِمْ بجيش رسول الله قائده
(في ذكرى غزوة بدر)
سواكب الدمعِ نهواها وتهوانا = ننسى البكاءَ ولكنْ ليسَ ينسانا
يدُ الهمومِ أناختْ فوق كاهلِنا = فما استقلَّت بها أهزاجُ شكوانا
ترمي الحياةُ بنا في حضن لُجتها = أنيسُنا الحزنُ مذ كنّا، ومذ كانا
والموتُ ينهشنا في كل ثانيةٍ = ما هانَ في قبضةِِ الإحصاءِ موتانا
لا نملكُ الوقتَ كيْ نَرويْ مآسيَنا = صرنا لأحزان كل الناسِ أزمانا
في كلّ يوم لنا ذكرى لنائبةٍ = ملّ الزمانُ، وما ملّتْ رزايانا
في كل ربعٍ لنا قتلى مجدّلةٌ = جوفُ الثرى لدِمانا صار صديانا
نغُضّ أعيننا كي لا نرى ألـمًا = يختالُ في دمِهمْ .. ينسابُ حيرانا
يسري ليسألنا بالهمسِ عن زمنٍ = كنّا بروضته للمجدِ أقرانا
كنا ملوكا بكل الأرض سلطتُنا = في الفخر تلبسنا التيجانُ تيجانا
كنا أسودا على الأكوانِ سطوتنا = كأنما الخوفُ في الهيجاء يخشانا
كنا بحارا ملأنا من جواهرنا = مسامع الدهر إيمانا وعِرفانا
كنا جبالا على هاماتها لهَبٌ = يهدي السُّراةَ زرافاتٍ ووحدانا
كنا سيوفا تزف الحتفَ، صارَ لها = عند الوقيعةِ هامُ الكفرِ أجفانا
كنا قصيدا بثغر الدهرِ ينشدهُ = وكان شهدُ العلا وزنا وألحانا
كنا وكُنا .. ولو شئتُ اختصارَ كَلا = مي قلتُ: كنا بحيثُ العز قد كانا
أُقلّب الطرفَ في التاريخِ أسألُهُ = هلْ يا تُرى عرف التاريخُ شروانا؟
وليتَ شعري أفي الأعصار ملحمةٌ = يخُطّها قلم التاريخِ جذلانا
كيوم بدرٍ .. وقد شادتْ بعرْصتهِ = ضياغمُ الحق للتوحيد بنيانا
يومٌ تُوشّي جبينَ الدهرِ غُرَّتُهُ = ويرتدي من حُلاهُ الكونُ عقيانا
وأينعَ الحقُّ في أرجاءِ دوحتهِ = فرعًا سَقتْه عَزالي الصبر، فينانا
قام الرسولُ ونور الوحيِ يُرشده = بالله معتصما، بالحق مزدانا
وقام فتيةُ صدقٍ قال قائِلُهم = (إن شئتَ خُضنا وَراكَ اليَمَّ ملآنا
الصبرُ يعرفنا، والجبنُ يجهلنا = والصِّيدُ تلقى المنايا حين تلقانا
إنْ نُقتلِ اليومَ نَقتلْ منهمُ زمرًا = لا يستوي اليوم قتلاهمْ وقتلانا
أرواحُنا قد دفعناها مهورَ جِنا = ـنِ الخُلدِ نبغي بها روحا وريحانا)
قاموا إلى الحربِ .. عينُ اللهِ تكلأهمْ = وقد تردّوا من الإيمانِ أكنانا
أكرِمْ بجيش رسول الله قائده = يدعو .. فتنقلِبُ الأفلاكُ آذانا
للهِ صوتٌ بأنحاء العَريشِ سَمَا = يقدّم الذلَّ للرحمن قُربانا
وصاحبُ الصِّدقِ من قرْبٍ يناشِدهُ = (بعضَ الدعاءِ .. فنصرُ الله قد حانا)
كانتْ سويعةَ صبرٍ، بعدها انهزمتْ = جحافلُ الكفرِ مُشاءً وركبانا
وسارَ أسْدُ الشرى في إثرهمْ، وبأيـ = ـديهمْ شرابُ الرّدى، قتلا وإثخانا
وحلَّ كلُّ خبيثٍ عينَ مصرَعهِ = ما حادَ عنهُ قليلا، لا ولا بانا
يومٌ تقاسَمَ أهلُ الشركِ حنظلَهُ = قد صار بين الهُدى والغيِّ فُرقانا
يومٌ مضى وانقضى، يا ليتَ أنَّ لنا = في دهرِنا مثلهُ يختال نشوانا !
يا أمتي: هل أرى يوما صوارِمَكمْ = تهمي المنايا بها سَحّا وتَهتانا؟
ويا تُرى هل أرى يوما عزائِمكمْ = قد طَمَّت الكفرَ بالتوحيد طوفانا؟
وهلْ أراكمْ تَؤُمّونَ المعاليَ فُرْ = ـسانًا مدى يومِكمْ .. في الليلِ رُهبانا؟
إني لأرجومن الرحمنِ عزتكُمْ = ولنْ يُخَيِّبَ مضطرّا ولهفانا
قد أوشك الفجرُ أن تبدوْ أشعّتُهُ = تَعُمُّ بالبشرِ أقواما وأوطانا 20 | |
|